زعمت حركة الشباب الصومالية المتشددة، يوم الاثنين، مسؤوليتها عن إسقاط مروحية عسكرية تابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (ATMIS)، خلال تقدمها نحو بلدة هوادلي شمال شرق العاصمة مقديشو.
ويُعد هذا الإعلان الأول من نوعه الذي تصدره الحركة بشأن إسقاط طائرة مروحية تابعة للقوات الإفريقية، ما إن تأكد، سيُشكل تصعيدًا خطيرًا في قدراتها العملياتية، ويعكس تطورًا ملحوظًا في أساليب المواجهة التي تتبعها ضد الحكومة الصومالية والقوات الأجنبية الداعمة لها.
انسحاب مفاجئ وسيطرة مؤكدة
ويأتي هذا التطور بعد انسحاب مفاجئ للقوات البوروندية التابعة لبعثة ATMIS من بلدة هوادلي، وهي القوات التي كانت متمركزة في المنطقة منذ نحو ثلاث سنوات، ولعبت دورًا محوريًا في تأمينها ومواجهة تمدد حركة الشباب.
وسارعت الحركة إلى إعلان سيطرتها الكاملة على البلدة عقب هذا الانسحاب، مؤكدة في بيانات نُشرت عبر منصاتها الإعلامية أنها باتت تمسك بزمام الأمور في هوادلي، البلدة التي تُعد ذات أهمية استراتيجية كونها تشكل حاجزًا دفاعيًا لبلدة بلقاد، التي تقع على مقربة من العاصمة مقديشو.
تصعيد ميداني وانعكاسات محتملة
لم تؤكد بعثة ATMIS أو الحكومة الصومالية رسميًا ادعاءات إسقاط المروحية أو سيطرة حركة الشباب على البلدة حتى وقت إعداد التقرير. إلا أن مصادر محلية وتقارير غير مؤكدة تشير إلى أن الاشتباكات لا تزال جارية في محيط البلدة، وسط مخاوف من تقدم جديد للحركة نحو مناطق أخرى قريبة من العاصمة.
ويُشكل فقدان هوادلي انتكاسة كبيرة للقوات الحكومية والشركاء الدوليين، وقد يفتح المجال أمام حركة الشباب لتوسيع نطاق نفوذها في المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد.
سياق معقد وتحديات أمنية متزايدة
وتأتي هذه التطورات في ظل انسحاب تدريجي لقوات ATMIS المقرر وفق خطة انتقالية تسعى لنقل المسؤوليات الأمنية إلى الجيش الوطني الصومالي بحلول نهاية 2024. إلا أن التحديات الميدانية، خاصة في المناطق الريفية والبلدات ذات الأهمية الاستراتيجية، تُبرز صعوبة هذه المرحلة وتكشف هشاشة الوضع الأمني أمام توسع نفوذ الجماعات المسلحة.
ويُعد هذا التصعيد تذكيرًا صارخًا بأن حركة الشباب لا تزال تشكل تهديدًا كبيرًا لاستقرار الصومال، وسط تساؤلات متزايدة حول قدرة الحكومة على تأمين البلاد بعد انتهاء مهمة البعثة الإفريقية.










