في تطور سياسي مفاجئ ينذر بأزمة جديدة داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل، دعا يتسحاق جولدنوبف، وزير الإسكان وزعيم الجناح الحسيدي في حزب “يهدوت هتوراه” (التوراة اليهودية المتحدة)، إلى بدء إجراءات تشريعية لحل الكنيست والدعوة لانتخابات مبكرة، كوسيلة ضغط لإقرار قانون تنظيم تجنيد اليهود الحريديم في الجيش الإسرائيلي.
وبحسب متحدث باسم جولدنوبف، فإن الوزير بدأ الضغط على شركائه من الأحزاب الحريدية للموافقة على الخطوة، احتجاجا على ما وصفه بـ”مماطلة الحكومة” في تمرير مشروع القانون الجديد، الذي يعتبره الحريديم حيويا لحماية طلاب المدارس الدينية من التجنيد الإجباري.
انقسام داخل الحريديم
من المقرر أن يجتمع حزب “يهدوت هتوراه” بعد ظهر الثلاثاء في الكنيست لمناقشة الخيارات، بينما سيجتمع الزعماء الدينيون للفصيل الليتواني داخل الحزب، “ديجل هتوراه”، الأربعاء المقبل لحسم موقفهم، وسط تباين في الرؤى بين الفصيل الليتواني والفصيل الحسيدي، الذي يقوده جولدنوبف.
تعقيدات قانونية وتشريعية
وبموجب القانون الإسرائيلي، فإن تمرير مشروع قانون لحل الكنيست يؤدي تلقائيا إلى إجراء انتخابات عامة خلال 90 يوما. لكن حتى الآن، لا يبدو أن هناك توافقا في الائتلاف على اتخاذ هذه الخطوة.
في الوقت نفسه، تعمل لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست على صياغة مشروع القانون الجديد، لكن من غير المرجح أن يتم الانتهاء منه قبل نهاية الدورة الصيفية في يوليو، مما يعني بقاء القانون القديم الذي يلزم الحريديم بالخدمة ساريا حتى أكتوبر على الأقل.
أزمة تجنيد الحريديم تتصاعد
انتهى العمل بالإعفاء القانوني السابق في يونيو 2024، لكن أوامر التجنيد الموجهة إلى حوالي 24,000 من الحريديم لم تنفذ فعليا، وسط رفض واسع من المجتمع الحريدي.
وقد أقر الجيش الإسرائيلي بأنه لن ينجح في تحقيق هدف تجنيد 4800 مجند حريدي في عام 2024–2025، مما يفاقم الضغط على الحكومة وسط تحديات أمنية واسعة.
معارضة علمانية وانتقادات من لابيد
من جانبه، شن زعيم المعارضة يائير لابيد هجوما لاذعا على الحكومة، واتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ”خداع كبار الحاخامات” من أجل كسب الوقت السياسي.
وفي مؤتمر صحفي، قال لابيد:”نتنياهو يعلم أنه لن يكون هناك قانون للتهرب من الخدمة العسكرية. إنه يماطل فقط لتجاوز الدورة الصيفية بأي شكل. كل ما يهمه هو البقاء في الحكم وسط محاكمته.”
ودعا لابيد الحاخامات إلى عدم الانجرار وراء “وعود فارغة”، مؤكدا أن “ما نعرضه على المتدينين المتشددين هو ما نعرضه على جميع الإسرائيليين: أمن، اقتصاد مستقر، وعدالة اجتماعية”.











