ظهرت مجموعة مسلحة جديدة في قطاع غزة تحت اسم “ياسر أبو شباب – القوات الشعبية”، والتي تتهمها حركة حماس بالعمالة لإسرائيل، فيما تؤكد المجموعة انتماءها لحركة فتح والسلطة الفلسطينية، التي لم تصدر حتى الآن أي تعليق رسمي بشأن هذا الإعلان.
يقود هذه المجموعة ياسر أبو شباب، شخصية محلية مثيرة للجدل تنتمي لقبيلة الترابين البدوية في جنوب غزة، وعادت هذه القوات للظهور مجددًا في 10 مايو، بالتزامن مع استئناف دخول شاحنات المساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم، حيث تقوم بتقديم خدمات تأمين لهذه القوافل، مما يعكس دورًا أمنيًا واضحًا لها في القطاع.
تُقدر قوة “ياسر أبو شباب – القوات الشعبية” بمئات من العناصر، وقد ساهمت في تأمين وتشغيل مجمعات توزيع المساعدات الإسرائيلية والأمريكية في جنوب غزة.
وترى إسرائيل في هذه الميليشيا جزءًا من تحالف يهدف إلى إضعاف حركة حماس في ظل استمرار الصراع الدامي.
ويصف ياسر أبو شباب نفسه بأنه يعمل تحت إشراف السلطة الفلسطينية في رفح، مؤكداً أن مهمته حماية السكان الفلسطينيين من “إرهاب حكومة حماس” ومن عمليات سرقة المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى تواجد رجاله في مناطق تحت السيطرة الإسرائيلية لمنع عمليات تهجير السكان.
وأظهر فيديو صادر عن المجموعة أفرادها وهم ينصبون خيامًا ويوزعون المساعدات على العائلات في رفح، داعين وسائل الإعلام لتغطية أنشطتهم الميدانية.
وأضاف أبو شباب أن أبناء السلطة الفلسطينية الذين انضموا للقوات الشعبية من قبيلتي الترابين والبرابخة قاموا “بتطهير بيوت رفح” وساهموا في عودة المئات من السكان سالمين مطمئنين، مؤكدًا أن التقارير التي تزعم خلاف ذلك “كاذبة وتفضح نفسها”.
في المقابل، ردت حركة حماس بنشر لقطات مصورة لتفجيرات نفذتها أسفر عن مقتل عدد من السكان المحليين، مؤكدة أن القتلى كانوا من عناصر هذه القوة المحلية التي تساند الجيش الإسرائيلي وتتبع ياسر أبو شباب.
ووفق تحقيقات أجرتها حماس، يتلقى أفراد الميليشيا رواتب شهرية ثابتة، ويتورط بعضهم في جرائم قتل وسرقة خلال الحرب المستمرة في القطاع.
وكشفت مصادر مقربة من حماس أن هذه المجموعة تضم نحو 300 عنصر، من بينهم مقاتلون جُندوا عبر مخابرات السلطة الفلسطينية، بما في ذلك عناصر من “كتائب شهداء الأقصى”، التي تم دمجها مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية بعد اتفاق عام 2005.
يبقى ظهور “ميليشيا ياسر أبو شباب” نقطة توتر جديدة في ظل الصراع المستمر في غزة، حيث يتضح أن النزاع لم يعد فقط بين إسرائيل وحماس، بل دخل في مرحلة معقدة من الصراعات المحلية بين الفصائل الفلسطينية نفسها.










