شهدت الأسواق المالية الأمريكية مؤخراً صراعاً علنياً بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس تسلا إيلون ماسك، وهو تصادم غير متوقع بين اثنين من أقوى الشخصيات في السياسة والاقتصاد. هذا الخلاف، الذي بدأ بعد انتقادات ماسك لمشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي يدعمه ترامب، سرعان ما انعكس بشكل مباشر على أسهم تسلا، وأوجد فرصاً تجارية استثنائية للمستثمرين الأفراد والمؤسسات.

خلفية الخلاف وتأثيره على أسهم تسلا
بدأ الخلاف العلني حين هاجم ترامب ماسك وهدده بقطع العقود الحكومية عن شركاته، رداً على انتقادات ماسك لمشروع قانون الموازنة الضخم.
تصاعدت الحرب الكلامية بين الطرفين، حيث وصف ترامب ماسك بـ”المجنون”، بينما رد ماسك بتحدٍ علني ودعا إلى مساءلة ترامب وهدد بتقليص التعاون الفضائي مع الحكومة الأمريكية.
انعكس هذا التوتر فوراً على أسهم تسلا، إذ فقدت الشركة أكثر من 150 مليار دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد – وهو أكبر تراجع يومي في تاريخ الشركة.
في المقابل، حقق المستثمرون الذين راهنوا على انخفاض السهم (Short-sellers) أرباحاً تقدر بنحو 4 مليارات دولار في ذلك اليوم.

تاريخ صعود وتراجع أسهم تسلا خلال فترة تولي ماسك وزارة الكفاءة في حكومة ترامب
بداية التحالف: بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية، ارتفع سهم تسلا بنسبة 12% ليصل إلى 281.98 دولاراً، مدفوعاً بتوقعات المستثمرين بأن سياسات ترامب ستدعم الابتكار وتخفف القيود التنظيمية على الشركات الكبرى مثل تسلا.
ذروة التحالف: خلال فترة تولي ماسك منصب رئيس “وزارة الكفاءة الحكومية” في إدارة ترامب، قفزت أسهم تسلا 9% لتصل قيمتها السوقية إلى تريليون دولار، مما جعلها ضمن أكبر 10 شركات في العالم.
التراجع مع تصاعد الخلاف: مع بدء الخلافات العلنية في مايو ويونيو 2025، انخفض سهم تسلا بنسبة 14% في يوم واحد، وبلغ مجموع التراجع منذ نهاية مايو نحو 12% إضافية.
تقلبات السوق: رغم التراجعات الحادة، عادت أسهم تسلا لتعوض جزءاً من خسائرها مع ظهور مؤشرات على تهدئة التوتر بين ترامب وماسك، وارتفعت بنسبة 5% في جلسة واحدة.
تأثير الأداء التشغيلي: تزامن ذلك مع تراجع في تسليمات تسلا للسيارات في الربع الأول من 2025، ما زاد من قلق المستثمرين حول مستقبل الشركة في ظل تراجع الدعم الحكومي.

كيف استفاد المستثمرون من النزاع؟
المستثمرون الأفراد والمؤسسات: استغل العديد من المستثمرين الأفراد التراجع الحاد في سعر سهم تسلا لزيادة مشترياتهم، معتمدين على شهرة الشركة وإمكاناتها طويلة الأمد في الابتكار.
المضاربون على الهبوط (Short-sellers): حققوا مكاسب ضخمة مع تراجع السهم بنسبة 13-14% في يوم واحد، حيث بلغت أرباحهم نحو 4 مليارات دولار في جلسة واحدة فقط.
الاستثمار طويل الأجل: رأى مستثمرون آخرون أن التراجعات الحادة تمثل فرصة شراء في شركة ذات أساسيات قوية، خاصة مع توقعات المحللين بأن السهم سيشهد تقلبات لكنه يتجه نحو الصعود على المدى الطويل.
استراتيجيات التحوط: لجأ بعض المستثمرين إلى أدوات مالية مثل الخيارات (Options) للتحوط من التقلبات أو الاستفادة منها، ضمن موجة تذبذب عالية في سعر السهم.

دروس وفرص للمستقبل
السياسة تؤثر بقوة على الأسواق: النزاع بين ترامب وماسك أظهر كيف يمكن للصراعات السياسية أن تخلق فرصاً استثنائية للمضاربة والشراء بأسعار منخفضة.
الاستثمار في أوقات الذعر: كثير من المستثمرين الأفراد استفادوا من موجة البيع الحادة لاقتناص السهم عند مستويات منخفضة، معتمدين على احتمالية تعافي العلاقة أو استمرار قوة تسلا التشغيلية.
أهمية متابعة الأخبار: المتابعة الدقيقة للأحداث السياسية والاقتصادية تتيح للمستثمرين اتخاذ قرارات سريعة وذكية في أوقات الأزمات.







