في واقعة غير مسبوقة داخل البيت الأبيض، نشب شجار عنيف بين الملياردير الأميركي إيلون ماسك ووزير الخزانة سكوت بيسنت، خلال اجتماع خاص مع الرئيس دونالد ترامب في أبريل 2025. وتفيد التقارير بأن التوتر تصاعد بشكل سريع بين الطرفين، حيث تبادلا الإهانات، قبل أن يتحول النقاش إلى مواجهة جسدية انتهت بتدخل الأمن الرئاسي لإبعاد ماسك من القاعة.
الحادثة التي وصفتها وسائل إعلام أميركية بأنها “شجار إيلون ماسك في البيت الأبيض” بدأت عندما وصف بيسنت خطة الإنقاذ الاقتصادية المقترحة من ماسك، والمعروفة باسم “DOGE”، بأنها خدعة مالية كبرى. ورد ماسك على الإهانات بدفع بيسنت بقوة كما لو كان لاعب رجبي، بحسب وصف الشهود، ليقوم الأخير بتوجيه ضربة لماسك وسط ذهول الحاضرين.
ويُعد سكوت بيسنت، وزير الخزانة الأميركي منذ مطلع 2025، من الشخصيات المثيرة للجدل في إدارة ترامب، إذ يعرف بمواقفه الصارمة ضد تدخل القطاع التكنولوجي في الشأن السياسي والاقتصادي. وقد أشارت بعض التقارير إلى أنه لعب دوراً رئيسيًا في تقليص النفوذ الفيدرالي لشركات مثل تسلا وسبيس إكس، التي يملكها ماسك، وهو ما زاد من التوترات بين الرجلين.
في أعقاب الحادثة، اتسعت رقعة الخلاف بين ترامب وماسك، حيث اتهم الأخير الإدارة الأميركية بإخفاء وثائق تتعلق بجيفري إبستين، فيما وصفه ترامب بالـ”مضطرب نفسيًا” و”المدمن”، ملمّحًا إلى احتمال إعادة النظر في العقود الفيدرالية الممنوحة لشركاته. كما طالب ستيف بانون بفتح تحقيق في الوضع القانوني لماسك كمهاجر، في خطوة قد تحمل أبعادًا قانونية وسياسية بالغة التأثير.
تفاعل الرأي العام الأميركي مع الحادثة كان كبيرًا، حيث تصدرت كلمات مثل “فضيحة إيلون ماسك الأخيرة”، “عراك داخل البيت الأبيض”، و”إيلون ماسك ووزير الخزانة” محركات البحث، مما يعكس اهتمامًا متزايدًا من الجمهور بما يحدث خلف أبواب الإدارة الأميركية. وتثير هذه الحادثة تساؤلات حول استقرار الفريق المحيط بترامب في ولايته الثانية، وسط مؤشرات على تصاعد الانقسامات الداخلية بين رجال المال والتكنولوجيا.
الحادثة تؤكد من جديد أن العلاقة بين إيلون ماسك وإدارة ترامب تدخل مرحلة صدام علني، في وقت حساس تشهده الولايات المتحدة سياسيًا واقتصاديًا. وبينما لم يصدر تعليق رسمي من البيت الأبيض أو وزارة الخزانة، فإن ما حدث بات يوصف في الإعلام بأنه “أحد أكثر الحوادث توترًا في تاريخ الاجتماعات الرئاسية الأميركية الحديثة”.










