تجددت المواجهات العنيفة، اليوم الإثنين، بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع في عدة محاور قتالية بولايات كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب)، في تصعيد عسكري ينذر باتساع رقعة الحرب وتزايد الخسائر في المناطق الغربية من البلاد.
قصف بطائرات مسيرة على الأبيض
أفادت مصادر محلية بمدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، أن المدينة تعرضت فجر اليوم لقصف بطائرات مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع استهدف عدة مواقع حيوية داخل المدينة.
ولم تتضح بعد حجم الخسائر البشرية والمادية الناتجة عن القصف، لكن شهود عيان أكدوا أن أصوات الانفجارات كانت عنيفة وأن السكان في حالة هلع.
وتعد مدينة الأبيض، الواقعة على بعد نحو 400 كيلومتر غربي الخرطوم، من أبرز معاقل الجيش السوداني في الإقليم، فيما تسيطر قوات الدعم السريع على مناطق مهمة حولها، أبرزها بارا (شمال شرق)، الخوي (غربا)، وكازقيل (جنوبا).
الجيش يرد من بابنوسة
في المقابل، رد الجيش السوداني من مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان بقصف مدفعي استهدف تجمعات للدعم السريع في محيط المدينة.
وذكرت مصادر عسكرية أن الجيش السوداني أوقع خسائر بشرية ومادية في صفوف القوات المهاجمة ليلة الأحد.
رغم ذلك، بثت منصات الدعم السريع، اليوم الإثنين، مقاطع فيديو تظهر العقيد صالح الفوتي وهو يتفقد قواته “بعد السيطرة” على مقر الفرقة 22 مشاة التابعة للجيش السوداني في بابنوسة، في خطوة اعتبرتها الميليشيا “تحريرا” للموقع.
معارك ثلاثية في جنوب كردفان
وفي جنوب كردفان، دخلت قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو على خط المواجهة إلى جانب الدعم السريع، في معارك كر وفر بمنطقة أم دحيليب، وهي منطقة استراتيجية تربط بين كادوقلي وحقول النفط في هجليج، وتعد بوابة نحو كاودا، معقل الحركة منذ العام 2011.
وأكد الطرفان (الجيش من جهة، والتحالف الجديد بين الدعم السريع والحركة الشعبية من جهة أخرى) السيطرة على أم دحيليب، ما يعكس حالة عدم الاستقرار الميداني والتداخل في خطوط الجبهة.
توازن هش ومخاوف من التوسع
وتعد التطورات الأخيرة مؤشرا خطيرا على تصاعد التحالفات العسكرية ضد الجيش السوداني في إقليم كردفان، خاصة بعد تحالف الدعم السريع مع الحركة الشعبية، ما يفتح الباب أمام تدهور أمني وإنساني في مناطق الإنتاج الزراعي والنفطي.
وتسيطر قوات الدعم السريع، حتى الآن، على أغلب محليات غرب كردفان مثل النهود، الخوي، الفولة، والمجلد، في حين لا يزال الجيش يحافظ على وجوده في مراكز مثل الأبيض وبابنوسة.
تأتي هذه التطورات في ظل شلل سياسي وتراجع في المبادرات الدولية لحل النزاع، ما ينذر بأن الحرب قد تدخل مرحلة جديدة من التوسع الجغرافي والتعقيد الاستراتيجي في مناطق كردفان، والتي تعد من أهم المناطق الحيوية في السودان من حيث الموارد والموقع الجغرافي.










