القاهرة، 11 يونيو 2025 – حذّر محمد عبد العزيز، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، من أن أي فوضى أمنية أو اضطرابات في مدينة رفح المصرية قد تفتح الباب أمام تمرير مشروع التهجير القسري للفلسطينيين من غزة إلى سيناء، وهو المشروع الذي ترفضه القاهرة رسميًا وشعبيًا.
وقال عبد العزيز، في تصريحات صحفية، إن التوسع الأمني في رفح يجب أن يكون لحماية الحدود فقط، وليس ذريعة تُستخدم لتبرير تغيير ديموغرافي قسري في القطاع، محذرًا من أن أي حدث أمني على الجانب المصري من الحدود سيكون نتيجته تسهيل هذا المخطط الخطير، الذي يتعارض مع السيادة المصرية وحقوق الفلسطينيين.
ويُعرف محمد عبد العزيز بلقبه الشهير “برايز”، وكان أحد مؤسسي حركة تمرد التي شارك فيها إلى جانب محمود بدر المعروف بلقب “بانجو”، وهي الحركة التي ساهمت في تعبئة الشارع المصري ضد حكم جماعة الإخوان المسلمين في عام 2013. وتشكل خلفيته السياسية أحد الأسباب التي تدفع البعض إلى التشكيك في مواقفه أو اعتبارها امتدادًا لدور سياسي قديم لا يخلو من الجدل، ما يجعل تصريحه الأخير موضع تدقيق لا تهويل.
ويأتي تحذير عبد العزيز في وقت حساس، مع تصاعد التحذيرات من محاولات إسرائيلية لدفع سكان غزة باتجاه سيناء في ظل الحرب المستمرة، وما تردد عن خطة صهيونية بديلة لتفريغ القطاع من سكانه تدريجيًا عبر الضغط العسكري والتضييق الإنساني.
تصريحات محمد عبد العزيز تكشف عن وعي رسمي متصاعد بالمخاطر السياسية والأمنية لأي اضطراب على حدود سيناء، لكنها تثير أيضاً تساؤلات حول ازدواجية المواقف لدى بعض الشخصيات العامة التي كانت جزءًا من حركات دعمت تغييرات سياسية جذرية في مصر في مرحلة سابقة.
ورغم أهمية تصريحه في رفض التهجير القسري، إلا أن خلفيته في “تمرد” التي كانت شريكًا في تمهيد المشهد الحالي تُلقي بظلال من الشك على صدقية تحوله إلى “مدافع عن الحقوق”. ومع ذلك، فإن التحذير من مخطط التهجير يبقى في جوهره تنبيهًا ضروريًا لمخاطر تُهدد الأمن القومي المصري والحقوق الفلسطينية في آنٍ واحد.










