بوق، شنت القوات الإسرائيلية منذ فجر الجمعة سلسلة من الغارات الجوية المكثفة على مناطق واسعة من الأراضي الإيرانية، أسفرت عن مقتل وإصابة مئات المدنيين والعسكريين في 12 محافظة على الأقل، وسط تنديد حقوقي وتحذيرات من كارثة إنسانية متصاعدة.
الهجمات وامتدادها الجغرافي
حوالي الساعة 3:30 صباحًا بتوقيت طهران، بدأت موجة مركزة من الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت أهدافًا متعددة، من بينها أحياء سكنية ومنشآت مدنية ومواقع عسكرية. ووفقًا لمصادر رسمية ومحلية، طالت الهجمات محافظات طهران، أذربيجان الشرقية والغربية، أردبيل، أصفهان، إيلام، كرمانشاه، مركزي، همدان، فارس، خوزستان، وكردستان.
وتم استخدام مزيج من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات المُسيّرة الانتحارية، في حين لم تُفصح إسرائيل رسميًا عن نوعية الأسلحة المستخدمة.
حصيلة القتلى والجرحى
حتى وقت إعداد هذا التقرير، بلغ عدد الضحايا المؤكدين 678 قتيلًا ومصابًا، من بينهم أربعة أطفال وعشرات النساء، بالإضافة إلى موظف إغاثة تابع للهلال الأحمر الإيراني.
الخسائر البشرية حسب المحافظات:
المحافظة القتلى المصابون أبرز المواقع المستهدفة
طهران 78 329 مناطق سكنية ومراكز عسكرية: القيطرية، مهرباد، نارماك، جمران وغيرها
أذربيجان الشرقية 18 35 تبريز، بستان آباد، مراغة
كرمانشاه 0 12 قصر شيرين ومرافق حدودية
10 محافظات أخرى 0 95 هجمات متفرقة
الإصابات بين المدنيين:
مقتل 35 مدنيًا في طهران وحدها
مراهق (أمير علي أميني) قُتل في ظروف غير مؤكدة
إصابة عمال مدنيين ومواطنين في مواقع مثل بيلسافار وأردبيل
الخسائر العسكرية:
قتل عدد من كبار المسؤولين العسكريين، أبرزهم:
الجنرال أمير علي حاجي زاده (قائد قوات الجو-فضاء في الحرس الثوري)
اللواء محمد باقري (رئيس الأركان العامة)
اللواء حسين سلامي (القائد العام للحرس الثوري)
غلام علي رشيد، مهدي رباني، داود شيخيان
إلى جانب عدد من العلماء النوويين والباحثين في مجالات الصواريخ والطاقة النووية
أنشطة عسكرية وانتشار دفاعي
تم رصد تحركات وتعزيزات في مدن ومناطق مختلفة مثل بوشهر، قم، نهاوند، إسلام شهر، باكدشت، خرم آباد، كرج، وغيرها. كما استُهدفت قواعد رئيسية من بينها:
مطاري مهرآباد وبوشهر
قاعدة صواريخ كرمانشاه
قاعدة الدفاع الجوي خاتم الأنبياء
مقرات عسكرية حول تبريز وقاعدة حضرة معصومة الدفاعية في قم
تعطيل الاتصالات والإنترنت
فرضت وزارة الاتصالات قيودًا صارمة على الإنترنت، شملت حظرًا جديدًا على تطبيق “واتساب” وتعطيلًا واسعًا للخدمات السحابية، ما أدى إلى شلل في أنشطة الإعلام المستقل وصعوبة نقل بيانات الإغاثة ومعلومات الإنقاذ.
انتهاكات القانون الدولي الإنساني
بحسب تحليل هرانا، فإن الهجمات الحالية تثير انتهاكات واضحة لثلاثة مبادئ أساسية من القانون الإنساني الدولي:
التمييز: استهداف الأحياء السكنية ومراكز مدنية غير مستخدمة عسكريًا
التناسب: حجم الخسائر المدنية مقارنة بالفوائد العسكرية المحتملة
التحذير: غياب أي تحذير مسبق لسكان المناطق المستهدفة
كما أن مقتل عامل إغاثة تابع للهلال الأحمر – أثناء أدائه لمهامه – قد يرقى إلى خرق صريح للمادة 51 من البروتوكول الأول لاتفاقيات جنيف.
مطالبات بالمساءلة
أصدرت جمعية نشطاء حقوق الإنسان في إيران بيانًا دعت فيه إلى:
وقف فوري للهجمات
التزام جميع الأطراف بالقانون الدولي الإنساني
التحقق من الأهداف العسكرية بدقة
إصدار تحذيرات مسبقة للسكان
الامتناع عن استهداف المناطق المأهولة والبنى التحتية الحيوية
كما أكدت الجمعية استمرارها في توثيق الانتهاكات وتحليل أنماط الهجمات والسعي إلى المساءلة القانونية الدولية.
خاتمة
تؤدي الهجمات المتواصلة، وغياب المعلومات الدقيقة حول الأهداف العسكرية، وارتفاع عدد الضحايا المدنيين، إلى تفاقم التوترات وخلق أزمة إنسانية واسعة النطاق. ومع استمرار الغارات الجوية، تلوح في الأفق مخاوف من نزوح جماعي وانهيار الخدمات الأساسية، الأمر الذي يهدد بزعزعة الاستقرار الإقليمي لعقود قادمة.










