يشهد الشرق الأوسط تطورات دراماتيكية منذ الثالث عشر من يونيو 2025، عندما شنت إسرائيل عملية “الأسد الصاعد” ضد إيران، مما أدى إلى دخول البلدين في صراع مباشر لأول مرة. وسط هذا التصعيد، تبرز تساؤلات حاسمة حول احتمالية انجرار الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران.
التطورات الأخيرة والمواجهة المباشرة
في فجر الجمعة 13 يونيو 2025، شنت إسرائيل هجوماً واسع النطاق استهدف المنشآت النووية الإيرانية ومواقع عسكرية حيوية. استهدفت العملية منشآت نطنز وفوردو وأصفهان النووية، إضافة إلى اغتيال كبار القادة العسكريين الإيرانيين بمن فيهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي ورئيس الأركان محمد باقري.
الرد الإيراني الحاسم
ردت إيران بعملية “الوعد الصادق 3” التي شملت إطلاق أكثر من 200 صاروخ باليستي و100 طائرة مسيرة نحو أهداف إسرائيلية. أسفرت الضربات الإيرانية عن سقوط 14 قتيلاً وأكثر من 450 جريحاً في إسرائيل، مع تدمير 150 موقعاً عسكرياً واستخباراتياً.
الموقف الأمريكي الراهن
التحفظ على التدخل المباشر
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة “غير مشاركة في هذا الصراع، وقد نتدخل، ولكن لم نتدخل حتى الآن”. رفضت إدارة ترامب الطلب الإسرائيلي الرسمي للانضمام عسكرياً إلى المواجهة، حيث كشف مسؤول أمريكي أن “إدارة ترامب لا تفكر حالياً في الانخراط المباشر بالحرب”.
رغم عدم المشاركة المباشرة، أعلن البيت الأبيض استمرار الدعم الدفاعي لإسرائيل عبر أنظمة دفاعية لمواجهة الصواريخ الإيرانية. أوضح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن إسرائيل تصرفت بشكل مستقل، محذراً إيران من استهداف المصالح الأمريكية في المنطقة.
التحذيرات والإنذارات المتبادلة
حذر ترامب إيران بـ”ضربات أكثر وحشية” إذا لم تعد لطاولة التفاوض. في المقابل، وجهت إيران تحذيرات مباشرة للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من عواقب أي تدخل واضح لدعم إسرائيل، مشيرة إلى أنها ستستهدف مصالحها المباشرة في المنطقة.
الأهداف الاستراتيجية الأمريكية
تركز الاستراتيجية الأمريكية على ثلاثة محاور رئيسية: إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات النووية، تعطيل البرنامج النووي الإيراني، وتغيير النظام الإيراني القائم. هذه الأهداف تحدد طبيعة الموقف الأمريكي من التصعيد الحالي.
القيود الداخلية والخارجية
يواجه ترامب معارضة داخلية حقيقية فيما يتعلق بالتدخل، لأنه “جاء بأجندة إلغاء الحروب حول العالم والآن يفتح صفحات من حروب جديدة”. كما يعارض الأمريكيون بشتى أطيافهم الحرب مع إيران، “وذلك فيما يُفترض لأنهم يفهمون الدرسين الكبيرين المستفادين من تجارب الولايات المتحدة في القتال في الشرق الأوسط”.
الانشغال بجبهات أخرى
تواجه الولايات المتحدة تحديات متعددة، حيث “لا ترغب في خوض حرب جديدة في الشرق الأوسط، خصوصاً مع انشغالها في جبهات أخرى مثل الأزمة الروسية الأوكرانية، ومواجهة النفوذ الصيني في آسيا”.
مخاطر الانجرار إلى الحرب
استهداف المصالح الأمريكية، أشار السفير الأمريكي في إسرائيل إلى وجود “700 ألف أمريكي يعيشون في إسرائيل”، مما يزيد من المخاطر المحتملة. في حال مقتل أو إصابة أمريكيين جراء الهجمات الصاروخية الإيرانية، فإن “الولايات المتحدة قد تتدخل في الحرب وتوجه ضربات عسكرية قوية ومؤثرة داخل إيران”.
وحذر مصدر عسكري إيراني من أن “الحرب ستتوسع خلال الأيام القادمة لتشمل كل المناطق المحتلة والقواعد الأمريكية بالمنطقة”. هذه التهديدات تضع القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة في خطر مباشر.
واستجابت الولايات المتحدة بـ”إعادة تموضع القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط بعد الضربة الإسرائيلية على إيران وتحسباً للرد الإيراني”. كما قامت بـ”إجلاء عدد من جنودها من العراق، ووافقت على إجلاء عائلات الجنود الأمريكيين من مناطق مختلفة في المنطقة”.
السيناريوهات المحتملة
السيناريو الأول: استمرار الضغط غير المباشر
هذا السيناريو الأكثر احتمالاً حالياً، حيث تواصل الولايات المتحدة استراتيجية الدعم الدفاعي لإسرائيل مع الحفاظ على الردع العسكري دون الانخراط المباشر. تركز هذه الاستراتيجية على “استمرار الضغط السياسي والاقتصادي، مع الحفاظ على خطوط الاتصال لتفادي تصعيد واسع خارج السيطرة”.
السيناريو الثاني: التدخل المحدود
في حال “استهداف القوات الأمريكية أو قواعدها سيؤدي إلى رد عسكري مباشر”. قد تقوم الولايات المتحدة بضربات محددة ضد مواقع إيرانية في حال تجاوز إيران الخطوط الحمراء الأمريكية.
السيناريو الثالث: الحرب الشاملة
هذا السيناريو الأقل احتمالاً لكنه الأكثر خطورة، حيث تحذر التحليلات من أن “كارثة أن تنشب حرب أمريكية مع إيران”. من شأن حرب تنشب مع إيران أن تكون “كارثة، وتكون ذروة فشل عقود من النفوذ الإقليمي للولايات المتحدة”.
الخطوط الحمراء الأمريكية
حدد المحللون ثلاثة محددات لدخول الولايات المتحدة: “عدم قدرة إسرائيل على الرد عندما تواجه الصواريخ الإيرانية، تخطي إيران للخطوط الحمراء بتهديد شريان الطاقة العالمي من مضيق هرمز، واستخدام إيران للأسلحة فوق التقليدية”.










