دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المرشد الإيراني علي خامنئي إلى الاستسلام الكامل للنظام الإيران.
وقال ترامب في تصريحات صحفية إن هدفه في الصراع الجاري بين إسرائيل وإيران هو “الاستسلام الكامل للنظام الإيراني”، مؤكدًا أنه لا يسعى إلى مجرد وقف لإطلاق النار بل إلى “نهاية حقيقية” للأزمة.
وفي تصريحات أدلى بها على متن الطائرة الرئاسية بعد مغادرته قمة مجموعة السبع في كندا، قال ترامب للصحافيين :”أنا لا أبحث عن وقف لإطلاق النار… نحن ننظر إلى شيء أفضل من وقف إطلاق النار”، مضيفًا: “أريد نهاية، نهاية حقيقية، وليس مجرد هدنة مؤقتة. نريد استسلامًا كاملاً من النظام الإيراني”.
وتأتي هذه التصريحات وسط استمرار الحرب التي اندلعت قبل أربعة أيام بين إسرائيل وإيران، حيث تبادل الطرفان الضربات الجوية والصاروخية، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا وتدمير منشآت عسكرية ومدنية على الجانبين.
قرارات حاسمة بعد قمة مجموعة السبع
ورغم أن قمة مجموعة السبع لم تُختتم رسميًا بعد، قرر ترامب مغادرتها مبكرًا، وعلّق على ذلك بقوله: “يجب أن أعود، الأمر مهم للغاية”. وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن الرئيس أمر فريق الأمن القومي بالتوجّه إلى “غرفة العمليات” في البيت الأبيض، ما يؤشر إلى قرب اتخاذ قرارات حاسمة تتعلق بمسار المواجهة مع إيران.
وذكرت مصادر في البيت الأبيض أن ترامب تلقى خلال القمة تحديثات فورية من وزير الخارجية ماركو روبيو وكبار مستشاريه، بشأن تطورات المعارك في الشرق الأوسط.
مؤشرات على تدخل مباشر؟
قبل مغادرته كندا، ألمح ترامب إلى احتمال تحرك مباشر، قائلاً: “هناك الكثير من الأشياء السيئة تحدث، وبمجرد مغادرتي، سنفعل شيئًا ما”. ولم يحدد طبيعة هذا التحرك، لكن مصادر قريبة من الإدارة الأميركية تشير إلى أن الخيارات المطروحة تشمل تصعيدًا عسكريًا مباشرًا ضد أهداف إيرانية، خاصة تلك المرتبطة بالبرنامج النووي.
أفق المواجهة
تصريحات ترامب الأخيرة تُعد من أشد المواقف الأميركية تجاه إيران منذ سنوات، إذ لمّح بشكل واضح إلى أن أي نهاية للنزاع الحالي يجب أن تشمل تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، وهو ما ترفضه طهران بشكل قاطع.
وتبقى الخيارات المطروحة على الطاولة مفتوحة، وسط ترقب عالمي لقرارات محتملة قد تُتخذ من واشنطن في الساعات أو الأيام المقبلة، في ظل تساؤلات كبيرة حول ما إذا كانت هذه الحرب لا تزال صراعًا إقليميًا محدودًا، أم أنها تتجه نحو مواجهة أميركية-إيرانية شاملة.
ونقلت تقارير إعلامية أمريكية، من بينها صحيفة نيويورك تايمز، أن ترامب يدرس بشكل جدي خيارا مزدوجا: إما التوجه نحو دبلوماسية الفرصة الأخيرة مع إيران، أو اللجوء إلى السلاح الأكثر فتكا في الترسانة الأمريكية، وهو القنبلة الخارقة للتحصينات “جي بي يو-57″، القادرة على تدمير منشآت نووية محصنة، مثل منشأة فوردو المدفونة تحت الأرض.
وطرحت الصحيفة سؤالا بالغ الحساسية: “هل سيتدخل ترامب لمساعدة إسرائيل في تدمير منشأة فوردو النووية؟”، مشيرة إلى أن إسرائيل لا تملك القاذفات ولا القنابل القادرة على تنفيذ مثل هذه المهمة، وهو ما يجعل تدخل واشنطن أمرا حاسما لتحقيق الهدف الإسرائيلي.
في خضم التصعيد، نشر ترامب منشورا على وسائل التواصل الاجتماعي طالب فيه بـ”إخلاء طهران فورا”، ما فسر على نطاق واسع بأنه لا يشير إلى أي تقدم في المسار الدبلوماسي، بل يمهد لاحتمال ضربات أميركية مباشرة.
ومع ذلك، كشفت الصحيفة أن ترامب ناقش إرسال مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وربما نائب الرئيس جيه دي فانس، لعقد لقاءات مع مسؤولين إيرانيين. وأوضحت أن الطرف الإيراني الذي قد يمثل بلاده في هذه المفاوضات هو وزير الخارجية عباس عراقجي، المعروف بدوره في مفاوضات الاتفاق النووي لعام 2015.
وفي بيان صدر الاثنين، قال عراقجي: “إذا كان الرئيس ترامب صادقا بشأن الدبلوماسية ومهتما بوقف هذه الحرب، فإن الخطوات التالية ستكون ذات أهمية”، في إشارة إلى انفتاح مشروط من الجانب الإيراني.
وتؤكد التقارير أن فشل المحاولة الدبلوماسية سيضع ترامب أمام خيار توجيه ضربة مباشرة لتدمير منشأة فوردو، باستخدام قنبلة “جي بي يو-57″، التي يبلغ وزنها أكثر من 13.5 طن، ولا يمكن حملها إلا عبر القاذفة الشبح B-2.
وبحسب الخبراء، فإن عدم استخدام هذا السلاح سيعني فشل إسرائيل في تحقيق هدفها العسكري الرئيسي في الحرب الجارية، مما يرفع الضغط على ترامب للتدخل مباشرة.
تختتم نيويورك تايمز تحليلها بالقول إن ترامب يحاول الآن اللعب على حافة الهاوية، من خلال دبلوماسية قسرية مدعومة بتهديد عسكري حقيقي. فهو من جهة يريد إقناع قاعدته الانتخابية بأنه يسعى لإنهاء الأزمة دون حرب، ومن جهة أخرى يلوح لإيران بأن رفضها سيؤدي إلى هجوم أميركي غير مسبوق على منشآتها النووية.
لكن، كما تساءلت الصحيفة في النهاية: “إذا فشل مزيج الإقناع والتهديد، هل ستكون هذه حرب إسرائيل… أم حرب أميركا؟”










