كشف تقارير إيرانية عن نقل المرشد الإيراني علي خامنئي جزءا كبيرا من سلطاته إلى المجلس الأعلى للحرس الثوري
وتسليم صلاحيات خامنئي للمجلس الأعلى للحرس الثوري يعني إعلانا غير رسمي للأحكام العرفية في إيران.
ويظهر هذا القرار أن خامنئي لا يثق بالمؤسسات السياسية والأمنية، وقد ترك البلاد فعليا تحت تصرف الحرس الثوري.
كشفت مصادر مطلعة لقناة “إيران إنترناشيونال” أن المرشد علي خامنئي، قام مؤخرا بتفويض جزء كبير من سلطاته التنفيذية والأمنية إلى المجلس الأعلى للحرس الثوري الإيراني، في خطوة غير مسبوقة اعتبرها محللون إعلانا غير رسمي لحالة الطوارئ أو “الأحكام العرفية” في البلاد.
ووفقا للمصادر ذاتها، فإن خامنئي وعائلته غادروا مواقعهم المعتادة ويقيمون حاليا في ملاجئ تحت الأرض، وذلك على خلفية الضربات الجوية الإسرائيلية المكثفة على أهداف حساسة داخل إيران، بما في ذلك منشآت نووية وعسكرية.
تفويض غير معتاد وسابقة دستورية
بحسب اللوائح الداخلية للحرس الثوري، فإن المجلس الأعلى للحرس لا يتدخل عادة إلا في حالات خاصة تتطلب مراجعة أداء القيادة العليا بناء على تعليمات القائد العام، وهو منصب يشغله خامنئي. غير أن ما جرى مؤخرا – وفق التسريبات – هو نقل فعلي لصلاحيات مركزية من خامنئي إلى هذا المجلس، مما يشير إلى تغير جذري في هرم السلطة داخل النظام الإيراني.
وقالت مصادر مطلعة للقناة:
“هذا القرار يظهر فقدان خامنئي للثقة في المؤسسات السياسية والأمنية التقليدية، ويترك البلاد فعليا تحت إدارة الحرس الثوري، بعيدا عن أي رقابة مدنية أو سياسية.”
حالة طوارئ غير معلنة.
رغم أن إيران لم تعلن رسميا دخولها في حالة الطوارئ، فإن مراقبين اعتبروا الخطوة بمثابة فرض واقعي للأحكام العرفية، خاصة أن الحرس الثوري يسيطر اليوم على مفاصل الدولة في المجالين العسكري والسياسي، ويقود الردود الاستراتيجية على الهجمات الإسرائيلية.
وقال مصدر عسكري سابق في طهران لـ”إيران إنترناشيونال”:”ما يحدث في إيران ليس مجرد إجراء احترازي، بل هو انتقال من نظام حكم قائم على قيادة فردية إلى إدارة جماعية عسكرية مغلقة.”
تداعيات إقليمية ودولية
يرى مراقبون أن تفويض خامنئي لصلاحياته، ولو مؤقتا، يحمل رسائل مزدوجة إلى الداخل والخارج: داخليا، تأكيد على أن الدولة تواجه تهديدا وجوديا غير مسبوق؛ وخارجيا، إشارة إلى أن القرار العسكري بات بيد الحرس الثوري بالكامل، بما في ذلك الرد على إسرائيل أو التصعيد في مناطق أخرى مثل لبنان والعراق واليمن.
وقد تزامن هذا التطور مع تقارير عن انقطاع متكرر للاتصالات بين المؤسسات المدنية والعسكرية، وتزايد التحركات الأمنية داخل العاصمة طهران، بما يشير إلى استعدادات محتملة لمرحلة أكثر حدة في الصراع مع إسرائيل.










