نقلت صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية عن مصدر أمني إسرائيلي تصريحات مهمة تفيد بأن “تقديراتنا تشير إلى أن الحرب مع إيران قد تنتهي خلال أيام قليلة”. جاء هذا التصريح في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تصعيداً عسكرياً غير مسبوق بين البلدين منذ بدء العمليات العسكرية في 13 يونيو 2025.
تأتي هذه التقديرات الإسرائيلية بعد أسبوع من المواجهات المباشرة بين البلدين، حيث شنت إسرائيل سلسلة من الضربات الجوية واسعة النطاق على أهداف داخل الأراضي الإيرانية، شملت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين وعلماء نوويين.
التقديرات العسكرية الإسرائيلية
صرحت مصادر عسكرية إسرائيلية لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” بأن “الجيش الإسرائيلي يقدر أن العمليات التي حددها ضمن الحرب على إيران ستُستكمل خلال أيام معدودة، تتراوح بين خمسة إلى عشرة أيام، وبحد أقصى أسبوعين”. وأكدت المصادر أن “الجيش يحرز تقدماً أسرع من المتوقع في تنفيذ الخطة”.
ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلاً عن مصادر عسكرية أن “بنك الأهداف الذي تم إعداده للحرب يوشك على النفاد”، مشيرة إلى أنه يشمل ثلاثة أنواع من الأهداف: “البرنامج النووي، الصواريخ الباليستية، ومنظومات الدفاع الجوي الإيرانية”.
التقدم في تحييد القدرات الإيرانية
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه “حيّد حتى الآن أكثر من 200 منصة إطلاق صواريخ بالستية إيرانية وتشكل قرابة نصف المنصات في إيران”. كما أشارت التقديرات إلى أن “الجيش نجح حتى الآن في تحييد ما بين 35 إلى 40% من منظومة الصواريخ الباليستية الإيرانية”.
وأفادت التقارير بأن “العمليات الهجومية الإسرائيلية نفذت مئات الطلعات الجوية قصفت خلالها أكثر من 1100 هدف داخل إيران، منذ بدء الهجمات”. وقد شاركت في هذه العمليات قرابة 200 طائرة حربية من طرازات مختلفة.
العمليات العسكرية الأخيرة
أصدر الجيش الإسرائيلي، الخميس 19 يونيو 2025، تحذيرا للسكان بإخلاء المنطقة المحيطة بمفاعل آراك الإيراني للماء الثقيل. وطلب الجيش الإسرائيلي من سكان قريتي أراك وخنداب الإيرانيتين الواقعتين قرب منشآت نووية، إلى الإخلاء معلنا ضربات وشيكة.
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم ليلا موقعا يستخدم لتطوير السلاح النووي في نطنز، وآخر في آراك. بدوره أكد التلفزيون الرسمي الإيراني أن إسرائيل هاجمت مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل، إلا أنه أشار إلى عدم “وجود أي خطر إشعاعي على الإطلاق”.
الرد الإيراني والخسائر
في المقابل، دوت انفجارات في تل أبيب وحيفا والقدس، بعد إطلاق نحو 20 صاروخا إيرانياً. وأعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق صواريخ من إيران باتجاه إسرائيل، مؤكدا أنه عمل على اعتراض بعض تلك الصواريخ في تل أبيب وحيفا.
أحدثت الموجة الـ13 من الهجمات الصاروخية الإيرانية أضرارا غير مسبوقة في تل أبيب، وتضاربت البيانات الخاصة بأعداد الإصابات الناجمة عن تلك الهجمات، فبينما قالت “هيئة البث الإسرائيليىة” إن عدد المصابين بلغ 137 شخصا بينهم 7 حالات حرجة، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى أن العدد 65 شخصًا على الأقل.
المفاوضات السرية الأمريكية-الإيرانية
كشفت وكالة “رويترز” نقلاً عن ثلاثة دبلوماسيين أن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تحدثا هاتفياً عدة مرات منذ بدء إسرائيل هجماتها على إيران الأسبوع الماضي، وذلك في محاولة للتوصل إلى نهاية دبلوماسية للأزمة.
وذكر الدبلوماسيون أن عراقجي قال إن طهران لن تعود إلى المفاوضات ما لم توقف إسرائيل الهجمات، التي بدأت في 13 يونيو الجاري. وأضافوا أن المحادثات تضمنت مناقشة وجيزة لاقتراح أمريكي قُدم لإيران في نهاية مايو الماضي، يهدف إلى إنشاء كونسورتيوم إقليمي لتخصيب اليورانيوم خارج إيران.
استراتيجية نتنياهو لإنهاء الحرب سريعاً
في مقابلة لافتة مع شبكة “ABC” الأميركية، لمّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إمكانية استهداف المرشد الإيراني علي خامنئي، معتبرًا أن القضاء عليه قد يضع حدًا سريعًا للحرب ويغيّر مستقبل الشرق الأوسط.
نتنياهو تحدث عن أن إيران تمثّل “العقبة المركزية أمام قيام شرق أوسط مختلف سياسيًا واقتصاديًا”، داعيًا المجتمعات الديمقراطية لتفهّم العملية العسكرية الإسرائيلية ضد طهران. ولمّح إلى أن فرصة تنفيذ عملية الاغتيال كانت متاحة في نهاية الأسبوع، لكنها لم تُستغل، في إشارة اعتبرها مراقبون رسالة غير مباشرة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
السيناريوهات المحتملة لانتهاء الحرب
سيناريو التوافق على وقف إطلاق النار
يمكن تصور توافق الأطراف على وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل مقابل عودة إيران إلى مسار المفاوضات، من أجل توافق جديد، قد لا يتضمن هذه المرة البرنامج النووي فحسب بل يمتدّ إلى البرنامج الصاروخي. هذا هو السيناريو الذي تدعو إليه الولايات المتحدة وتبدو إيران مُستعدة للاستجابة له.
وقال دبلوماسي من المنطقة مقرب من طهران لـ”رويترز”، أن عراقجي أبلغ ويتكوف بأن طهران “يمكن أن تبدي مرونة في القضية النووية” إذا ضغطت واشنطن على تل أبيب لإنهاء الحرب.
سيناريو فرض وقف إطلاق النار
يمكن أيضاً تصور فرض وقف لإطلاق النار بين البلدين بقرار أممي تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وذلك تحت وطأة الضغوط التي تمارسها أطراف دولية مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا، وأطراف إقليمية مثل قطر وعمان والسعودية.










