تشهد القواعد العسكرية الأمريكية في شمال شرق سوريا حالة استنفار غير مسبوقة، في ظل تصاعد التوتر الإقليمي على خلفية الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، أبرزها موقع فوردو.
وتأتي هذه التحركات في سياق استعدادات أمريكية لرد إيراني محتمل قد يشمل استهداف مواقع عسكرية في سوريا والعراق بعد الضربة الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية.
تعزيزات عسكرية إلى قاعدة قسرك
اليوم الأحد، وصلت قافلة أمريكية مكونة من 20 شاحنة إلى قاعدة قسرك العسكرية شمال غرب الحسكة، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الأمريكي في سماء المنطقة.
وتشير المعطيات الميدانية إلى أعمال توسعة وتحديث داخل القاعدة لرفع جاهزيتها وقدرتها الاستيعابية، وسط معلومات تؤكد أنها أصبحت من أهم القواعد الأمريكية في المنطقة.
جاهزية مرتفعة واستعدادات دفاعية
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن قاعدة قسرك تشهد استنفارا أمنيا وعسكريا واسعا، ترافق مع رفع مستوى الجاهزية والتأهب تحسبا لهجمات محتملة.
كما يشمل الاستنفار قواعد روباريه وخراب الجير، حيث رفعت درجات التأهب الدفاعي على مدار الساعة، وسط استمرار طلعات استطلاعية مكثفة للطيران الأمريكي لمراقبة الأجواء.
إعادة تموضع وتحصينات في ريف الحسكة
التحركات العسكرية لا تقتصر على التعزيزات، إذ تأتي ضمن خطة أوسع لإعادة تموضع القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا، بعد انسحابات تدريجية من بعض القواعد في ريف دير الزور.
ويعكس ذلك تحولا واضحا في خارطة الوجود الأمريكي، حيث تعمل القوات على تعزيز تحصيناتها وتوزيع آلياتها في مواقع أكثر أمانا.
وأكد المرصد أن القوات الأمريكية قامت خلال الأيام الماضية بنقل آليات مدرعة وعربات لوجستية إلى نقاط متقدمة داخل قواعدها، مع رفع جاهزية أنظمة الدفاع الجوي وتكثيف طلعات الاستطلاع في مناطق متفرقة من ريف الحسكة.
تل بيدر خارج الخدمة.. و”الوزير” دون تغييرات
وفي سياق متصل، كشفت مصادر خاصة للمرصد أن قاعدة تل بيدر العسكرية شمال الحسكة، التي كانت تضم فريقا أمريكيا من 15 إلى 20 عنصرا، تخلو من أي وجود لقوات التحالف منذ عامين، وتم نقل الفريق إلى قاعدة أخرى داخل المنطقة.
في المقابل، لا تزال قاعدة “الوزير” تشهد استقرارا في الوجود العسكري الأمريكي دون تغييرات تذكر في الحجم أو طبيعة المهام، بحسب ذات المصادر.
تحوط أمريكي لرد إيراني مباشر
تأتي هذه الإجراءات كجزء من الاحتياطات الأمريكية تحسبا لهجمات إيرانية بالصواريخ أو الطائرات المسيرة، على خلفية التصعيد الحاد بين واشنطن وطهران، والذي بلغ ذروته بعد الهجوم على منشأة فوردو النووية.
وتشير التحليلات إلى أن القواعد الأمريكية في سوريا باتت ضمن دائرة الأهداف المحتملة للرد الإيراني.
وفي ظل هذا التصعيد، تبقى المنطقة على صفيح ساخن، وسط تحذيرات دولية من انزلاق الوضع نحو مواجهة مفتوحة في الساحات الإقليمية، خصوصا في سوريا والعراق والخليج العربي.










