أظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غضبه الشديد صباح الثلاثاء 24 يونيو 2025 عندما بدا أن وقف إطلاق النار الذي توسط فيه بين إسرائيل وإيران أصبح أكثر هشاشة. استخدم ترامب لغة قاسية وكلمات نابية أمام الصحفيين، وهو أمر نادر الحدوث في التاريخ الرئاسي الأمريكي.
الكلمات النابية التي صدمت العالم
استخدام الكلمة المحظورة
وصل غضب ترامب إلى ذروته عندما قال للصحفيين: “لدينا دولتان تتقاتلان بشدة ولفترة طويلة لدرجة أنهما لا تعرفان ما تفعلانه بحق الجحيم”. استخدم ترامب كلمة “f***” أمام الكاميرات، وهو ما قد يكون الأول من نوعه في التاريخ الرئاسي الأمريكي.
اللحظة التاريخية
أشار المؤرخون إلى أن هذا الحدث يُعتبر نقطة تحول في التاريخ الرئاسي، حيث لم يسبق لرئيس أمريكي أن استخدم مثل هذه اللغة علناً أمام وسائل الإعلام. قال مؤرخ رئاسي من جامعة فيرجينيا: “السياسة يمكن أن تكون عادة ساحة فوضوية وغير سارة، مما يدفع الأفراد إلى اللجوء إلى لغة أكثر ملاءمة لغرفة خلع الملابس، لكنني لا أتذكر رئيساً يستخدم هذا النوع من اللغة علناً”.
انتقادات ترامب اللاذعة لإسرائيل
الهجوم الأشد على تل أبيب
وجه ترامب انتقادات حادة بشكل خاص لإسرائيل، قائلاً: “إسرائيل، بمجرد أن توصلنا لاتفاق، خرجت وألقت شحنة من القنابل لم أرَ مثلها من قبل. أكبر كمية رأيناها. لست راضياً عن إسرائيل”. أكد ترامب أنه “غير راضٍ عن إسرائيل وإيران، لكنه حقاً غير راضٍ عن إسرائيل”.
تحذيرات مباشرة عبر وسائل التواصل
كتب ترامب على منصة “تروث سوشيال” بخط كبير: “إسرائيل، لا تسقطوا هذه القنابل. إن فعلتم ذلك، فهذا انتهاك جسيم. أعيدوا طياريكم إلى ديارهم الآن!”. هذا التحذير جاء بنبرة غاضبة وحازمة لم تُشهد من قبل في التعامل الأمريكي مع الحليف الإسرائيلي.
المكالمة الهاتفية العاصفة مع نتنياهو
طبيعة المحادثة الاستثنائية
أفاد مسؤول في البيت الأبيض أن المكالمة الهاتفية بين ترامب ونتنياهو كانت “استثنائية” وأن الرئيس الأمريكي كان “حازماً ومباشراً بشكل غير معتاد”. وصف المصدر أن ترامب “أوضح لنتنياهو ما يجب القيام به للحفاظ على وقف إطلاق النار، وقد أدرك الأخير خطورة الموقف”.
التأثير الفوري للمكالمة
بعد المكالمة مباشرة، أعلن مكتب نتنياهو أن إسرائيل “امتنعت عن شن المزيد من الضربات”. كما أكد ترامب لاحقاً أن إسرائيل تراجعت عن شن هجوم جديد على إيران. هذا التراجع السريع يُظهر مدى تأثير الضغط الأمريكي المباشر.
ردود الفعل على الانتقادات الإيرانية
انتقاد أكثر اعتدالاً لطهران
رغم انتقاده لإيران أيضاً، كان ترامب أكثر اعتدالاً في تعامله مع طهران، قائلاً: “لست راضياً عن إيران أيضاً، لكنني حقاً لست راضياً عن إسرائيل”. أشار ترامب إلى أن إيران ربما أطلقت صاروخاً على إسرائيل “عن طريق الخطأ”.
التأكيد على تدمير القدرات النووية
شدد ترامب على أن “قدرات إيران النووية انتهت ولن تعيد بناء برنامجها النووي أبداً”، مضيفاً أن “منشأة فوردو تم تدميرها وطيارونا قاموا بعمل عظيم”. نفى ترامب ما تقوله “بعض وسائل الإعلام الكاذبة” حول عدم تدمير المواقع النووية الإيرانية بالكامل.
السياق: انهيار وقف إطلاق النار
الانتهاكات المتبادلة
اتهم ترامب كلا الطرفين بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه ليلة الإثنين. قال ترامب: “أعتقد أن كليهما خرق الاتفاق. لست متأكداً من أنهما فعلا ذلك عمداً. ببساطة لم يتمكنا من السيطرة على شعوبهما”.
التوقيت المثير للجدل
انتقد ترامب بشدة توقيت الهجمات الإسرائيلية، قائلاً: “عندما أقول ‘حسناً، لديكم الآن 12 ساعة’، لا تخرجوا في الساعة الأولى وتلقوا بكل ما لديكم عليهم”. أكد أن إسرائيل قامت بالقصف “فور إبرام الاتفاق” دون ضرورة لذلك.
ردود الفعل الإسرائيلية على الانتقادات
الامتعاض في تل أبيب
أظهرت التقارير الإعلامية امتعاضاً واضحاً في إسرائيل من الانتقادات الحادة لترامب. وصفت القنوات الإسرائيلية اللغة التي استخدمها ترامب بأنها “صادمة” و”غير مسبوقة” في التعامل مع الحليف الاستراتيجي.
محاولة فهم التحول
أشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن هناك “محاولة من قبل الجانب الإسرائيلي وتحديداً المسؤولين الإسرائيليين وعلى رأسهم نتنياهو لفهم ما الذي جرى لماذا انقلب ترامب 180 درجة بهذا الشكل”. هذا التحول المفاجئ في الموقف الأمريكي أثار قلقاً كبيراً في الأوساط الإسرائيلية.
تأثير الحدث على القمة الأطلسية
التوجه لقمة الناتو وسط التوتر
غادر ترامب البيت الأبيض متوجهاً إلى قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي وهو في حالة غضب شديد. من المتوقع أن تُلقي التطورات في الشرق الأوسط بظلالها على المحادثات الثنائية والتفاعلات غير الرسمية مع القادة العالميين.
تأثير على الأجندة الدولية
تشير التقارير إلى أن الأزمة في الشرق الأوسط ستهيمن على محادثات القمة، إلى جانب مناقشات حول مستويات الإنفاق الدفاعي لحلف الناتو. كما ستكون هناك محادثات حول الصراع الروسي-الأوكراني والرسوم الجمركية الأمريكية.
التداعيات على العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية
نقطة تحول في التحالف
يُعتبر هذا الحدث نقطة تحول مهمة في العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، حيث أظهر ترامب استعداداً لانتقاد إسرائيل علناً وبقسوة. هذا الموقف نادر في التاريخ الأمريكي، خاصة من رئيس يُعتبر من أقوى مؤيدي إسرائيل
إعادة تعريف حدود الدعم
أظهرت تصريحات ترامب أن الدعم الأمريكي لإسرائيل له حدود واضحة، وأن الولايات المتحدة مستعدة لممارسة ضغوط حقيقية على حليفتها الاستراتيجية. هذا التطور قد يُعيد تشكيل ديناميكيات التحالف في المستقبل










