في مشهد مفعم بالحزن ومثقَل بالألم، ألقى غبطة البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، كلمة مؤثرة خلال صلاة الجناز على أرواح شهداء مجزرة كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، عبّر فيها عن غضبه العميق واستنكاره الشديد للجريمة النكراء التي استهدفت المصلين الأبرياء.
افتتح غبطته كلمته بنبرة يملؤها الأسى والغضب، قائلاً إن الجريمة التي وقعت في الكنيسة هي الأولى من نوعها في سوريا منذ أحداث عام 1860، المعروفة بـ”طوشة الشام”، ما يعكس حجم الفاجعة وخطورتها.
وأكد البطريرك أن ما حدث هو “مجزرة مكتملة الأركان” استهدفت بشكل مباشر مكوّناً أساسياً من نسيج الوطن السوري، في محاولة واضحة لضرب الوحدة الوطنية وزعزعة الاستقرار المجتمعي.
وشدد غبطته على أن “المسيحيين ليسوا طيفًا هامشيًا في هذا الوطن، بل هم مكوّن أصيل وأساسي من تكوينه”، مضيفًا: “سنظل هنا، ثابتين على أرضنا، متمسكين بجذورنا، ومؤمنين بحقنا في العيش الكريم والآمن.”
كما أشار إلى أن المأساة لاقت صدى واسعًا في العالم، حيث تواصل معه بطاركة ورؤساء كنائس من مختلف الدول، إضافة إلى رؤساء حكومات ووزراء، للتعبير عن صدمتهم وهول ما جرى.
وخاطب البطريرك من أسماهم بـ”أصحاب القرار” بلهجة حادة، قائلاً إن “الاتصال الهاتفي لنقل العزاء لا يكفي، فالجريمة أكبر من أي مجاملة رسمية، وأفدح من أن تُغسَل بكلمات فارغة.”
وفي ختام كلمته، دعا غبطته إلى محاسبة الفاعلين، وصون كرامة كل مكوّنات المجتمع السوري، قائلاً: “دم الشهداء يصرخ، والعدالة الحقيقية وحدها قادرة على مواساتنا.”










