دعت مجموعة برلمانية بريطانية تضم نوابا من مختلف الأحزاب إلى تغيير جذري في سياسة المملكة المتحدة تجاه القرن الإفريقي، من خلال الاعتراف الرسمي بأرض الصومال كدولة مستقلة. وتأتي هذه الدعوة قبيل إطلاق تقرير مهم بعنوان “خارطة الطريق للاعتراف”، من المقرر الكشف عنه في مجلس العموم البريطاني يوم 26 يونيو، بالتزامن مع الذكرى الخامسة والستين لاستقلال أرض الصومال عن بريطانيا عام 1960.
ويقدم التقرير، الذي أعدته المجموعة البرلمانية لجميع الأحزاب المعنية بأرض الصومال (APPG)، حجة سياسية واستراتيجية وأخلاقية للاعتراف بأرض الصومال، التي تعد وفقا للتقرير نموذجا نادرا للحكم الديمقراطي والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي التي طالما عانت من النزاعات وعدم الاستقرار.
اعتراف يغير قواعد اللعبة في شرق إفريقيا
قال السير جافين ويليامسون، وزير الدفاع البريطاني السابق ورئيس المجموعة البرلمانية، إن “أرض الصومال بنت مجتمعا مستقرا وديمقراطيا رغم كل الصعاب”، مضيفا: “في عالم يزداد تقلبا، تحتاج المملكة المتحدة إلى أصدقاء موثوقين. وأرض الصومال أثبتت جدارتها بأن تكون أحد هؤلاء”.
وأكد التقرير أن الاعتراف البريطاني بأرض الصومال سيعزز النفوذ الجيوسياسي لبريطانيا في شرق إفريقيا، وسيفتح الباب أمام فرص اقتصادية جديدة، ويعكس التزام المملكة المتحدة بدعم الديمقراطيات الناشئة.
حجج متعددة: من الأخلاق إلى الاقتصاد
تسلط المجموعة البرلمانية الضوء على سجل أرض الصومال في بناء السلام، الحكم الرشيد، والسيادة الفعلية منذ إعلانها الاستقلال من جانب واحد في عام 1991. كما يشير التقرير إلى الإمكانات الاقتصادية للبلاد، وموقعها الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر، في وقت تشهد فيه المنطقة تنافسا دوليا متزايدا.
وأكد البرلمانيون أن الوقت قد حان للمملكة المتحدة – التي لا تزال تحتفظ بعلاقات تاريخية وثقافية عميقة مع أرض الصومال – لأن تتولى زمام المبادرة في الدفع نحو الاعتراف الدولي بها.
روابط تاريخية ودور أممي
يلفت التقرير إلى أن بريطانيا، باعتبارها القوة الاستعمارية السابقة، تتمتع بعلاقات خاصة مع أرض الصومال، فضلا عن كونها “حامل القلم” في مجلس الأمن الدولي بشأن ملف الصومال، مما يمنحها موقعا فريدا للعب دور قيادي في إعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة.
كما يشير إلى وجود جالية صومالية كبيرة في المملكة المتحدة، تشكل جسرا ثقافيا وإنسانيا يعزز من فرص التعاون المستقبلي بين البلدين.
قيادة حزبية متعددة
يترأس المجموعة البرلمانية النشطة السير جافين ويليامسون (حاصل على وسام الإمبراطورية البريطانية)، ويشاركه في القيادة كل من النائبة كيم جونسون (رئيسة مشاركة)، والنائبة ابتسام محمد (نائبة الرئيس)، واللورد أودني ليستر (مسؤول المجموعة في مجلس اللوردات).
وختم ويليامسون بالقول: “استحقت أرض الصومال التقدير عندما استعادت استقلالها عام 1991. والآن، بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود من الاستقرار والديمقراطية، آن الأوان لأن نمنحها الاعتراف الذي تستحقه”.










