اعلنت مصادر رسمية إسرائيلية استكمال الاستعدادات لإطلاق سراح “الوشق المصري”، الذي احتجز في مراكز متخصصة منذ عدة أشهر، بعد أن أثار ضجة إعلامية واسعة في أعقاب مهاجمته لجنود إسرائيليين قرب الحدود مع مصر في مارس الماضي، في حادثة وصفها الإعلام المصري بـ”البطولية”.
ويأتي إطلاق هذا الحيوان، الذي يبلغ من العمر 11 شهرا، بعد خضوعه لسلسلة من العمليات الجراحية المعقدة وبرنامج إعادة تأهيل دقيق في مستشفى الحياة البرية التابع لهيئة الطبيعة والمتنزهات الإسرائيلية، وفق ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت.
“الوشق البطل”… من حادث حدودي إلى رمز إعلامي
بدأت القصة في مارس الماضي عندما هاجم الوشق مجموعة من الجنود الإسرائيليين خلال دورية على الحدود المصرية – الإسرائيلية. وأثارت الواقعة موجة من التفاعل عبر مواقع التواصل، حيث اعتبره المصريون والعرب “بطلا قوميا”، بينما تعاملت السلطات الإسرائيلية مع الموقف من زاوية الحفاظ على التوازن البيئي والحياة البرية.
جاهز للعودة… أجهزة تتبع
وقال الدكتور تومر نيسيميان، كبير الأطباء البيطريين في الهيئة الإسرائيلية: “لقد تأكدنا من أن الوشق لم يعتد على البشر، وهو الآن قادر على الصيد والاعتماد على نفسه. استطاع اصطياد طيور دخلت قفصه خلال فترة التأهيل، مما يشير إلى جهوزيته الكاملة للعودة إلى البرية”.
ومن المقرر تجهيزه بجهاز تتبع متطور يسمح بمراقبة تحركاته بعد إطلاقه، المقرر في نوفمبر المقبل، وذلك مع انخفاض درجات الحرارة ونضج الوشق جسديا. وستتم عملية الإطلاق في منطقة قريبة من الحدود المصرية، حيث من المرجح أن يتم دمجه ضمن بيئته الأصلية تدريجيا.
التوازن بين البيئة والسياسة
ورغم أن الحدث يبدو في ظاهره شأنا بيئيا، إلا أن التفاعل السياسي والإعلامي معه أضفى عليه بعدا خاصا، خاصة مع تباين التغطية الإعلامية بين الجانب المصري الذي مجد الحيوان، والإسرائيلي الذي ركز على جوانب السلامة والبيئة.
ويتوقع مراقبون أن تستمر قصة “الوشق المصري” في جذب الاهتمام، خصوصا بعد تركيب جهاز التتبع الذي سيمكن من رصد تحركاته في البرية ونشرها للجمهور والباحثين على حد سواء.










