إيران تعلن مقتل العالم النووي سليمان سليماني في هجوم إسرائيلي
جامعة العلوم والتكنولوجيا الإيرانية تؤكد استشهاد خريجها المهندس سليمان سليماني في إطار الحملة الإسرائيلية المستمرة لاستهداف العقول المدبرة للبرنامج النووي الإيراني
التأكيد الرسمي من جامعة العلوم والتكنولوجيا الإيرانية
أعلنت جامعة العلوم والتكنولوجيا الإيرانية رسمياً اليوم الجمعة استشهاد المهندس سليمان سليماني، خريج قسم الهندسة الكيميائية في الجامعة والعالم النووي في إيران، جراء الهجمات الإسرائيلية. وبحسب وكالة مهر للأنباء الإيرانية، فقد وصفت الجامعة الحادثة بأنها “هجمات النظام الصهيوني على بلادنا”.
أكدت الجامعة في بيانها الرسمي أن سليماني كان من الشخصيات البارزة في البرنامج النووي الإيراني، وأن فقدانه يمثل “خسارة كبيرة للمجتمع العلمي الإيراني”. كما أشارت إلى أن “الشهادة شرف عظيم لا يناله إلا عباد الله المخلصين”.
سياق العمليات الإسرائيلية المستمرة
تأتي هذه الحادثة في إطار حملة إسرائيلية واسعة النطاق تستهدف العلماء النوويين الإيرانيين، والتي وصفتها مصادر إسرائيلية بأنها “عملية نارنيا”. وفقاً للقناة الإسرائيلية الثانية عشرة، فقد تمكنت إسرائيل من اغتيال 9 من أبرز 10 علماء نوويين إيرانيين في أسرّتهم في آن واحد خلال الهجوم الذي تم في 13 يونيو الجاري.
شملت العمليات الإسرائيلية استهداف شخصيات بارزة في البرنامج النووي الإيراني، منهم فريدون عباسي خبير الهندسة النووية، ومحمد مهدي طهرانجي خبير الفيزياء، وأكبر مطلي زاده خبير الهندسة الكيميائية، ومنصور عسكري خبير الفيزياء.
تأثيرات شاملة على البرنامج النووي الإيراني
وصف السفير الإسرائيلي لدى فرنسا جوشوا زرقا الضربات بأنها ستجعل من “شبه المستحيل” لإيران صنع أسلحة نووية، مؤكداً أن “اختفاء مجموعة العلماء كلها يُعيد البرنامج إلى الوراء لسنوات كثيرة”.
كشف زرقا أن الضربات الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 14 فيزيائياً ومهندساً نووياً، وهم قادة علميون إيرانيون بارزون “كانوا يعرفون كل شيء”، مضيفاً أنهم قُتلوا “ليس بسبب معرفتهم بالفيزياء، ولكن بسبب الصراع الذي شاركوا فيه شخصياً، عبر إنشاء وتصنيع وإنتاج سلاح نووي”.
ردود الفعل الإيرانية والدولية
الموقف الإيراني الرسمي
هددت جامعة بهشتي في طهران “بالانتقام” من الهجوم الإسرائيلي، وأعلنت في بيان أن “القوة النووية الإيرانية ستظهر قريبا”. وجاء في البيان: “حين تهب إرادة الشعوب المستضعفة، ويرتفع صوت الحق من وسط النيران، حينها سنرد على هذا الظلم والعدوان بردٍّ يزلزل أركان الباطل”.
التقييمات الدولية
يرى المحللون النوويون أن في إيران علماء آخرين يمكنهم أن يحلوا محل الذين اغتيلوا، وأن القوة العسكرية وحدها لا تكفي للقضاء على الخبرة النووية الإيرانية. في هذا السياق، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي: “لا يمكن للضربات أن تدمر المعرفة التي اكتسبتها إيران على مدى عقود”.
العمليات الأخيرة والضحايا البارزة
محمد رضا صديقي صابر
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أكدت إيران مقتل العالم النووي محمد رضا صديقي صابر في ضربة إسرائيلية على شمال إيران، في منزل والديه في آستانة أشرفية قرب بحر قزوين. وكان اسم صديقي صابر مدرجاً في قائمة العقوبات الأمريكية لدوره في تطوير أجهزة الطرد المركزي وتخصيب اليورانيوم.
منصور عسكري
كشفت وكالة “إيلنا” الإيرانية عن مقتل عضو الهيئة العلمية في جامعة الإمام الحسين وأستاذ الفيزياء المتخصص في الصناعة النووية منصور عسكري في الهجوم الإسرائيلي الذي وقع في 13 يونيو. ويُعد عسكري من الشخصيات البارزة في البرنامج النووي الإيراني، وسبق أن ارتبط بعلاقات وثيقة مع العالم الراحل محسن فخري زاده.
تأثير العمليات على البرنامج النووي
الأضرار المادية
تعرضت مواقع نووية وعسكرية إيرانية لهجوم واسع النطاق شمل منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية. أقرت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بأن مجمع أحمدي روشن لتخصيب اليورانيوم ومنشأة نطنز في محافظة أصفهان تعرضا لأضرار دون أن يسفر ذلك عن وقوع تسرب إشعاعي.
الخسائر البشرية الكبيرة
أسفرت العمليات الإسرائيلية عن مقتل قادة عسكريين كبار وعلماء وخبراء بارزين في المجال النووي، بما في ذلك قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان اللواء محمد باقري، وستة علماء نوويين.
البعد الاستراتيجي للعمليات
الهدف الإسرائيلي
تهدف إسرائيل من وراء هذه العمليات إلى تعطيل البرنامج النووي الإيراني لسنوات طويلة من خلال القضاء على “الذاكرة المؤسسية” للبرنامج النووي. كما تسعى لتثبيط همم العلماء المستقبليين من المشاركة في البرنامج النووي خوفاً من المصير نفسه.
الرد الإيراني المحتمل
في ظل هذه الضغوط، تواجه إيران تحدياً كبيراً في إعادة بناء قدراتها النووية. ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن المعرفة النووية المتراكمة على مدى عقود لا يمكن محوها بالكامل، وأن إيران تملك احتياطياً من العلماء والخبراء القادرين على استكمال المشروع.
التداعيات الإقليمية والدولية
موقف الولايات المتحدة
شاركت الولايات المتحدة في بعض العمليات ضد المنشآت النووية الإيرانية، حيث استهدفت ثلاثة مواقع نووية رئيسية تابعة للبرنامج الإيراني وهي فوردو ونطنز وأصفهان. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن “المنشآت الرئيسية لتصنيع اليورانيوم في إيران تم تدميرها بشكل كامل”.
الموقف الأوروبي
تؤكد الحكومات الأوروبية أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي للقضاء على الخبرة النووية الإيرانية، ولذلك فهي تريد حلاً تفاوضياً لتهدئة المخاوف بشأن البرنامج الإيراني.
مستقبل البرنامج النووي الإيراني
رغم الضربات الموجعة التي تلقاها البرنامج النووي الإيراني، يشير الخبراء إلى أن إيران لا تزال تملك القدرة على إعادة بناء برنامجها، وإن كان ذلك سيستغرق وقتاً أطول وجهداً أكبر. كما أن الضربات قد تدفع إيران إلى تسريع جهودها للحصول على سلاح نووي كوسيلة ردع ضد المزيد من الهجمات.










