القبض على المتهم بنبش القبور في الشمال السوري
ألقت قيادة الأمن الداخلي في محافظة حلب القبض على عبد الرحمن دحروج، أحد عناصر ما يُعرف بميليشيا الدفاع الوطني، والمتورط في انتهاكات جسيمة بحق الشعب السوري. ويُعتبر هذا الاعتقال جزءاً من الحملة الأمنية المستمرة التي تنفذها الإدارة السورية الجديدة لملاحقة مجرمي الحرب وعناصر النظام السابق المتورطين في انتهاكات بحق المدنيين.
جريمة نبش القبور المُسجلة بالفيديو
يشتهر عبد الرحمن دحروج بظهوره في مقطع مصور خلال عام 2020 أثناء إحدى العمليات العسكرية على جبهات الشمال المحرر، حيث ظهر وهو يقوم بنبش القبور في إحدى القرى الثائرة بعد سيطرة الميليشيات عليها. وتُعتبر هذه الجريمة من أبشع الانتهاكات التي ارتكبتها قوات النظام السوري وميليشياته، حيث تُجرم القوانين السورية والدولية انتهاك حرمة الموتى.
تشير المادة 467 من القانون السوري إلى أنه “يعاقب بالحبس من شهرين إلى سنتين من هتك أو دنس حرمة القبور أو أنصاب الموتى، أو أقدم قصداً، على هدمها أو تحطيمها أو تشويهها”. كما تُحرم الشرائع الدينية والأعراف الدولية انتهاك حرمة الأموات، مما يجعل فعل دحروج جريمة بامتياز.
ميليشيا الدفاع الوطني وتاريخها الإجرامي
ينتمي عبد الرحمن دحروج إلى ما يُعرف بميليشيا “الدفاع الوطني”، وهي مجموعة عسكرية سورية تم تنظيمها من قبل النظام السوري ومهمتها المساندة في عملياته ضد المعارضة المسلحة. تم تشكيل هذه القوات عام 2012، وكان الهدف من إنشائها إعفاء القوات الحكومية النظامية من مسؤوليتها عن الأعمال العدوانية التي ارتكبتها.
وفقاً للتقارير، بلغ قوام هذه القوة حوالي 100,000 مقاتل ومقاتلة اعتباراً من أغسطس 2013. وقد نشرت رويترز تقريراً عن لجنة حقوق إنسان تابعة للأمم المتحدة جاء فيه أن القوات الحكومية السورية ومن ضمنها قوات الدفاع الوطني شاركت أو قامت بقيادة عمليات أدت إلى تسع مجازر راح ضحيتها مدنيون.
سلسلة الاعتقالات الأمنية
يأتي اعتقال دحروج ضمن سلسلة من الاعتقالات التي تنفذها الأجهزة الأمنية السورية لملاحقة المتورطين في جرائم سابقة. ففي 20 يونيو 2025، ألقت قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية القبض على فراس مفيد سعيد، أحد قادة ميليشيا الدفاع الوطني في مدينة جبلة، والمتورط في انتهاكات جسيمة بحق المدنيين من بينها جرائم حرب وعمليات قتل واعتقالات تعسفية.
كما تمكنت قوات الأمن في اللاذقية من إلقاء القبض على “المجرم مروان ياسين أحمد، الملقب بـ الخال”، من مدينة جبلة، والمتورط في جرائم حرب، وواحد من الأشخاص الذين قادوا مجموعة مسلحة. وفي حمص، تم اعتقال مازن بدر حمود، وهو أحد عناصر ميليشيا الدفاع الوطني والمتورط في ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين والمعتقلين.
إحالة للقضاء المختص
تم تحويل عبد الرحمن دحروج إلى القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. وتأتي هذه الخطوة في إطار المساعي المستمرة لمحاسبة مجرمي الحرب وتحقيق العدالة للضحايا وتعزيز سيادة القانون في سوريا الجديدة.










