أقيمت مراسم عزاء محرم ليلة في حسينية الإمام الخميني، مقر إقامة المرشد الإيراني علي خامنئي، التي تعقد سنويا بحضوره. لكن هذا العام لفت غياب خامنئي الانتباه بشكل خاص، خاصة في ظل تصاعد التوترات الأمنية بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران.
هذا الغياب ليس الأول من نوعه، إذ خلال جائحة كورونا سابقا، لم تحضر الحشود بسبب الإجراءات الصحية، وظهر خامنئي بمفرده في حسينية الإمام الخميني مع إقامة مراسم محدودة.
إلا أن غيابه هذه المرة يمتد لأكثر من 22 يوما منذ بدء الحرب بين إسرائيل وإيران، حيث لم يحضر حتى جنازات كبار القادة العسكريين الذين قتلوا في المواجهات.
وتميزت مراسم العزاء هذا العام بحضور رؤساء السلطتين التنفيذية والقضائية، وعدد من القادة العسكريين، إضافة إلى أطفال يحملون صور القادة القتلى، وهو تصميم مختلف عن الأعوام السابقة.
وأثار غياب خامنئي موجة من النقاش بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بات من أبرز الموضوعات المثارة.
من جانب آخر، صرح عضو مجلس خبراء القيادة محسن أراكي بأن الفتاوى الأخيرة التي صدرت بشأن اغتيال ترامب ونتنياهو اعتبرت الحكومة الأمريكية “دولة كافرة محاربة”، مما يجعل ممتلكاتها وأرواحها “حلالا” للمسلمين. وأضاف أن حياة الذين يعتمدون على الحكومة الأمريكية “جائزة” أيضا، مع استثناء من لا يعتمدون عليها.
في تعليقات ساخره، نشر الممثل محمد عمراني مقطع فيديو يلمح إلى غياب خامنئي دون ذكر مباشر، قائلا: “سيدي، أين أنت بالضبط؟ بالطبع ليس عليك إعطاء عنوانك لأن من يحتاج إلى معرفته يعرفه”.
كما نشر الصحافي علي جخشزاده، المقرب من قاسم سليماني، أن غياب خامنئي جاء بناء على نصيحة وقائية وعقلانية.
وفي السياق ذاته، شكر رجل الدين المقرب من سعيد جليلي، محمد محمدي تبر، فريق أمن خامنئي على اتخاذهم هذه الإجراءات. رغم ذلك، لم يفسر المعنيون سبب استمرار القلق على أمن خامنئي رغم إعلان وقف إطلاق النار وزعم الحكومة النصر في الحرب.
وأشار ناشطون سياسيون مقربون من دوائر السلطة إلى أن غياب المرشد يتعلق بالحرص على الأمن الشخصي، حيث كتب صادق نيكو، المقرب من محمد باقر قاليباف، أن خامنئي “يراقب القضايا الأمنية منذ 40 عاما وينصح الآخرين باتخاذ الحيطة”، بينما قال أوميد نريماني، الناشط الإلكتروني المقرب من الحرس الثوري، إن السبب هو “الاهتمام بقضايا الأمن والحماية”.










