كشفت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، في عددها الصادر اليوم الجمعة 4 يوليو/تموز، أن المملكة العربية السعودية لا تزال تقف إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك في أعقاب الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوما بين إسرائيل وإيران.
ويأتي هذا الموقف السعودي في وقت كانت فيه المفاوضات مع إسرائيل بشأن تطبيع العلاقات قد وصلت إلى مراحل متقدمة، قبل أن تتعثر بسبب التصعيد العسكري في المنطقة.
تحول في الموقف السعودي
بحسب التقرير، فإن الحرب الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة دفعت السعودية إلى إعادة حساباتها بشأن الاستقرار الإقليمي وأمنها الوطني، خصوصا في ظل تنامي القدرات العسكرية الإيرانية. وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم الإسرائيلي على إيران جعل الرياض أكثر تحفظا من أي وقت مضى تجاه مسار التطبيع.
وأدانت السعودية الهجوم الإسرائيلي بشكل علني، كما أجرى الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، اتصالا هاتفيا مع رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجديد عبد الرحيم موسوي، بحثا خلاله “الجهود المشتركة لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة”.
لقاءات واتصالات دبلوماسية رفيعة
كشفت الصحيفة أيضا عن زيارة سرية أجراها الأمير خالد بن سلمان إلى طهران قبيل اندلاع الحرب، التقى خلالها بمرشد الجمهورية الإسلامية، مما يعكس عمق الاتصالات بين الجانبين.
وفي تطور آخر، ذكرت قناة فوكس نيوز الأميركية أن الأمير خالد التقى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في واشنطن في 3 يوليو/تموز، حيث نوقش الملف الإيراني والوضع الإقليمي.
وكان ترامب قد صرح بأن إيران تمثل العائق الأساسي أمام توسيع “اتفاقيات إبراهام”، التي تسعى إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.
شكوك حول مستقبل التطبيع
في السياق ذاته، نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرا يؤكد أن الحرب الإسرائيلية الإيرانية أبعدت السعودية عن مسار التطبيع، خلافا لما يروج له رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي صرح مؤخرا بأن حكومته ما زالت “تسير نحو السلام مع السعودية”.
لكن هآرتس أشارت إلى أن قرار نتنياهو بخوض الحرب مع إيران دفع الشرق الأوسط إلى منطقة “مجهولة” سياسيا وأمنيا، معتبرة أن القيادة السعودية باتت أكثر تشككا في نوايا إسرائيل بعد الحرب.










