كشفت تقارير إعلامية عبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخطط لطلب “ضوء أخضر” جديد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتنفيذ ضربة عسكرية محتملة ضد إيران، وذلك خلال لقائهما المقرر اليوم الاثنين في البيت الأبيض.
خلفية اللقاء والتطورات الإقليمية
وصل نتنياهو إلى العاصمة الأمريكية واشنطن اليوم الاثنين في زيارة هي الثالثة له للولايات المتحدة منذ عودة ترامب للسلطة في يناير الماضي. يأتي هذا اللقاء في أعقاب توقيع اتفاق وقف إطلاق نار شامل بين إسرائيل وإيران أنهى 12 يوماً من المواجهات العسكرية العنيفة في يونيو الماضي.
الهدف من الطلب الإسرائيلي
بحسب تسريبات من هيئة البث الإسرائيلية “كان”، فإن نتنياهو يهدف إلى تأمين ضمانات أمريكية رسمية تسمح لإسرائيل بتنفيذ ضربة عسكرية ضد إيران في حال رصدت تطوراً خطيراً في البرنامج النووي الإيراني أو الأنشطة الصاروخية. تسعى إسرائيل للحصول على “تفويض مسبق” يمنحها هامش مناورة أوسع في مواجهة ما تعتبره “الخطر الإيراني المتصاعد”.
السياق التاريخي للعلاقة الأمريكية الإسرائيلية حول إيران
يأتي هذا الطلب في ظل تاريخ معقد من المفاوضات بين الحليفين حول الملف الإيراني. في يونيو الماضي، قال مصادر إسرائيلية إن “لديهم ضوءاً أخضر أمريكياً واضحاً” قبل تنفيذ الضربات على المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية. غير أن تقارير أخرى أشارت إلى رفض ترامب في مناسبات سابقة منح إسرائيل الضوء الأخضر لضرب إيران.
المعارضة الأمريكية السابقة
في مكالمة هاتفية بين ترامب ونتنياهو في يونيو الماضي، استمرت 40 دقيقة، أوضح الرئيس الأمريكي لنتنياهو أنه “لن يمنحه الضوء الأخضر لتنفيذ هجوم على إيران قريباً”، وطلب منه عدم إثارة موضوع الهجمات على المواقع الإيرانية في الإعلام وعلى العلن. كما حذر ترامب من أن “الخيار العسكري لا يساعد المفاوضات”، مؤكداً رغبته في استنفاد المسار الدبلوماسي.
أجندة اللقاء الرسمية
ووفقاً للوثائق المسربة، ستشمل أجندة نتنياهو في واشنطن اجتماعات مع كبار المسؤولين الأمريكيين بما في ذلك وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف. كما سيعقد لقاءات مع نائب الرئيس جي دي فانس ووزير الدفاع بيت هيجسيث.
الموقف الأمريكي الحالي
يواجه ترامب ضغوطاً متعددة في التعامل مع الملف الإيراني، حيث يسعى لتجنب انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة مع إيران في نفس الوقت الذي يحاول فيه الحفاظ على التحالف الاستراتيجي مع إسرائيل. وقد أكد ترامب مراراً أنه “لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي”.
التطورات العسكرية الأخيرة
شهدت المنطقة في يونيو الماضي مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وإيران، حيث شنت إسرائيل عملية “الأسد الصاعد” ضد المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية. ردت إيران بعملية “الوعد الصادق 3” بإطلاق أكثر من 550 صاروخاً باليستياً و1000 طائرة مسيرة على إسرائيل.
التحديات أمام التفاوض
يواجه أي اتفاق محتمل بين الطرفين تحديات جوهرية، حيث تصر إسرائيل على التفكيك الكامل للمنشآت النووية الإيرانية ونقل المعدات خارج البلاد، بينما ترفض إيران المساس ببرنامجها النووي المدني. كما تطالب إسرائيل بوقف دعم إيران للمجموعات المسلحة في المنطقة، وهو ما ترفضه طهران قطعياً.










