كشف الخبير العسكري الإسرائيلي يوسي يهوشوع، محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت“، عن أزمة حقيقية تواجه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تتمثل في النقص الحاد في المقاتلين. وأكد يهوشوع أن الجيش الإسرائيلي يعيد العديد من جنود الاحتياط الذين سرحهم منذ بداية الحرب، لكن هذا لا يزال غير كافٍ لسد الفجوة المتزايدة في القوى البشرية.
أزمة عميقة في القوى البشرية
تشير المعطيات الرسمية إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه نقصاً يتجاوز 10 آلاف جندي، بينهم نحو 6 آلاف في الوحدات القتالية، حسب ما أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال إفي ديفرين. وهذا النقص يأتي في وقت تواصل فيه إسرائيل عملياتها العسكرية على جبهات متعددة، مما يضع ضغطاً إضافياً على الموارد البشرية المحدودة.
في مارس 2025، أوضح يهوشوع أن رئيس الأركان إيال زامير يحتاج إلى 7500 جندي وجندية جدد لتنفيذ خططه بعيدة المدى، بالإضافة إلى آلاف من الدعم القتالي والجنود في الوظائف الإدارية الأمامية. وأضاف أن الجيش “لا يحتاجهم الآن، بل بالأمس”، مشيراً إلى الطبيعة الملحة للأزمة.
تآكل قوات الاحتياط والاستنزاف المستمر
تواجه منظومة الاحتياط في الجيش الإسرائيلي أزمة متفاقمة منذ نشوب الحرب، حيث تتراجع معدلات استجابة الجنود المستدعين للخدمة المتكررة. ووفقاً لتقارير عسكرية، فإن الجنود في الخدمة النظامية والدائمة يخرجون إلى بيوتهم بوتيرة أقل، ولا يكادون يتدربون، وذلك لتخفيف العبء عن قوات الاحتياط.
في الواقع، تلقى بعض جنود الاحتياط أمر الاستدعاء الثالث أو الرابع منذ بداية الحرب، مما يشكل استنزافاً شديداً يشمل أزمات شخصية و”تفكك عائلات” وانهيار أعمال تجارية. وتشير التقارير إلى أن أكثر من 9 آلاف جندي يخضع لعلاج نفسي بسبب تداعيات الحرب.
خسائر متزايدة وحرب استنزاف
تُظهر الإحصائيات الرسمية أن 888 جندياً وضابطاً إسرائيلياً قتلوا منذ 7 أكتوبر 2023، بينهم 449 قتلوا في المعارك البرية في قطاع غزة وحده. كما أصيب 6060 جندياً منذ بداية الحرب، مما يعكس حجم الاستنزاف البشري الذي يواجهه الجيش.
يُعتبر يونيو 2025 الشهر الأكثر خسائر للجيش الإسرائيلي منذ مطلع العام، حيث قتل 20 عسكرياً في قطاع غزة، منهم 15 قتلوا في معارك بمدينة خان يونس في يوم واحد. هذا التصعيد في الخسائر يأتي رغم تحول غزة إلى “جبهة ثانوية” بسبب الحرب مع إيران.










