أكدت الحكومة السورية، اليوم الأربعاء، ترحيبها بأي مسار حواري أو تنسيقي مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) يهدف إلى تعزيز وحدة وسلامة أراضي البلاد، مشددة على رفضها المطلق لأي شكل من أشكال التقسيم أو الفدرلة التي تتعارض مع سيادة الدولة ووحدة ترابها.
وجاء في بيان رسمي نشرته وكالة الأنباء السورية “سانا”، أن “الحكومة السورية تؤكد، في ضوء التطورات الأخيرة المرتبطة بتنفيذ الاتفاق الموقع مع قسد، أنها منفتحة على كل الجهود التي تصب في إطار الحفاظ على وحدة البلاد، وتشكر الجهود الأميركية التي ساهمت في دفع عجلة الاتفاق قدماً، حرصاً على استقرار سوريا ووحدة شعبها”.
الجيش الوطني إطار جامع
ورحبت دمشق بانضمام المقاتلين السوريين في “قسد” إلى صفوف الجيش العربي السوري، مشيرة إلى أن المؤسسة العسكرية الوطنية هي الإطار الدستوري والقانوني الجامع لجميع أبناء الوطن، وأن أي دمج أو انخراط يجب أن يتم ضمن هذا الإطار.
كما حذرت الحكومة من أن “أي تأخير في تنفيذ الاتفاقات الموقعة لا يخدم المصلحة الوطنية، بل يُعقّد المشهد ويُعيق جهود إعادة الأمن والاستقرار”، في إشارة إلى التلكؤ الذي تبديه “قسد” في خطوات التنفيذ، بحسب تعبير البيان.
مبعوث أميركي: دمشق هي الطريق الوحيدة
وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، قد صرّح في وقت سابق اليوم لقناة “روداو” الكردية، بأن “الحكومة السورية متحمسة لضم قسد إلى صفوفها”، بينما تسير الأخيرة بخطى بطيئة نحو القبول بالمبادرة، مشيراً إلى أن “الطريق الوحيد أمامهم هو دمشق”.
عودة مؤسسات الدولة إلى الشمال الشرقي
وأكد البيان السوري على ضرورة عودة مؤسسات الدولة إلى مناطق شمال شرق البلاد، بما في ذلك الصحة والتعليم والخدمات والإدارة المحلية، لضمان تقديم الخدمات للمواطنين وإنهاء الفراغ الإداري، وتعزيز الاستقرار المجتمعي.
وفي هذا السياق، شددت الحكومة على أن “التجربة أثبتت فشل الرهان على المشاريع الانفصالية أو الأجندات الخارجية”، داعية إلى “العودة إلى الهوية الوطنية الجامعة، والانخراط في مشروع الدولة السورية”.
“المكوّن الكردي جزء أصيل”
وجددت الحكومة السورية تأكيدها على أن “المكوّن الكردي كان ولا يزال جزءاً أصيلاً من النسيج الوطني السوري”، مشيرة إلى أن “حقوق جميع السوريين، بمختلف انتماءاتهم، تُصان وتُحترم ضمن مؤسسات الدولة، وليس خارجها”.
دعوة لتوحيد الصفوف
وفي ختام بيانها، دعت الحكومة السورية جميع القوى الوطنية إلى “توحيد الصفوف والعمل المشترك تحت راية الوطن”، بعيداً عن “المصالح الضيقة أو التدخلات الخارجية”، بما يحقق تطلعات السوريين في بناء دولة موحدة، آمنة، مستقلة وذات سيادة كاملة على كل أراضيها.










