رأعلن قائد الجيش الفرنسي، الجنرال تييري بوركارد، يوم الجمعة، أن روسيا صنفت فرنسا على أنها “عدوها الرئيسي في أوروبا”، في خطوة اعتبرها مرتبطة بشكل مباشر بالدعم الفرنسي لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في عام 2022.
وقال بوركارد في مؤتمر صحفي نادر خصص لتقييم التهديدات التي تواجهها فرنسا: “كان هذا تصريحا واضحا من الرئيس فلاديمير بوتين نفسه. هذا لا يعني أنه لا يشعر بالقلق إزاء الدول الأوروبية الأخرى، لكنه يرى في فرنسا التهديد الأول”.
ويأتي هذا التصعيد الروسي بالتزامن مع إعلان قصر الإليزيه، يوم الخميس، أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيصدر “إعلانات رئيسية” في خطابه السنوي للقوات المسلحة، والمقرر يوم الأحد، عشية احتفالات اليوم الوطني الفرنسي (اليوم الباستيل).
ورغم طمأنة الجنرال بوركارد بأن فرنسا، باعتبارها قوة نووية محمية بردعها الاستراتيجي، لا تواجه “هجوما مباشرا وواسع النطاق على أراضيها”، إلا أنه حذر من أن روسيا تمتلك “خيارات أخرى عديدة” للتحرك ضد المصالح الفرنسية، تشمل:نشر المعلومات الكاذبة والتضليل الإعلامي ، والهجمات الإلكترونية، والتجسس، والتخريب البحري، والتهديدات الفضائية.
وأوضح أن موسكو تصعد من حملات التضليل الإعلامي الموجهة نحو الانتخابات الفرنسية وأيضا دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، في محاولة لزعزعة الاستقرار السياسي والاجتماعي داخل فرنسا.
كما لفت إلى أن روسيا متورطة في “جميع أشكال التهديدات”، بما في ذلك محاولات لتخريب كابلات الاتصالات البحرية، والتجسس على أقمار صناعية فرنسية أو التشويش عليها، مشيرا إلى مناورات عدائية قامت بها أقمار صناعية روسية في الفضاء الخارجي.
وفي ما يتعلق بالأمن البحري، قال بوركارد إن غواصات هجومية نووية روسية تدخل بانتظام إلى مناطق شمال الأطلسي، وتمتد أحيانا إلى البحر الأبيض المتوسط، بهدف مراقبة مناطق استراتيجية بالنسبة لفرنسا والمملكة المتحدة، التي وصفها أيضا بأنها “هدف رئيسي لموسكو بسبب دعمها القوي لأوكرانيا”.
وفي الأجواء، أشار إلى تزايد الاحتكاكات بين الطائرات الروسية والطائرات الفرنسية فوق البحر الأسود وسوريا والبحر المتوسط، إضافة إلى مواجهات في مناطق بعيدة شمال المحيط الأطلسي، ما يعكس تصعيدا متناميا في التوتر العسكري الروسي–الغربي.
تصريحات بوركارد تضع فرنسا على خريطة التوترات العسكرية المتصاعدة مع روسيا، وتؤكد أن المواجهة بين الجانبين لم تعد تقتصر على دعم أوكرانيا، بل تشمل صراعا أوسع على النفوذ والأمن في أوروبا والعالم.










