انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم الشيخ إياد حسني الهمشري المعروف بـ«أبو صلاح»، مؤذن مسجد الحرفيين وخطيب عدد من مساجد محافظة الزرقاء، عن عمرٍ ناهز السبعين عاماً، إثر وعكة صحية ألمّت به الليلة الماضية.
تفاصيل الوفاة والجنازة
صُليّت صلاة الجنازة على الفقيد عقب صلاة الظهر في مسجد الحرفيين وسط مدينة الزرقاء، بحضور مشايخ وأهلي المتوفى ولفيف من المصلين.
وكُتب على لسان المشيعين أن «غياب صوت المؤذن الذي طالما أشرقت به أرجاء المسجد خسارة كبيرة للمصلين وأهل الذكر». ثم ووري الثرى في مقبرة صويلح الإسلامية، حيث أقامت أسرة الفقيد مجلس عزاءٍ نسائيٍ وآخرٍ رجالي استمرّ حتى صلاة العشاء.
مسيرة الفقيد ودوره في العمل الدعوي
ولد الشيخ إياد الهمشري عام 1955 في إحدى قرى لواء القويسمة، ودرس في كُتّاب المنطقة ثم نال إجازةً في القراءات عن طريق دور تحفيظ القرآن في عمّان.
تدرّج في خدمة الأوقاف منذ مطلع الثمانينيات، فتسلّم مؤذناً في عدة مساجد بعمّان قبل أن يُعيّن مؤذناً ومسؤولا عن المآذن في مسجد الحرفيين بالزرقاء منذ عام 1995. إضافةً إلى الأذان كان الهمشري يُلقي خطب الجمعة في مساجد أحياء الزرقاء (حي الضاحية الشرقية، حي البلد، والقرى المحيطة)، حيث عُرف بأسلوبه الهادئ والمرتب في الدعوة إلى الله، وحرصه على مواكبة المستجدات الإسلامية والأحكام الفقهية.
شهادات وجدانية من زملائه والمصلين
قال الشيخ خالد المطيري، مدير أوقاف الزرقاء: «كان الهمشري مثالاً للعامل المخلص، مجتهداً في خدمة بيوت الله، ومستمراً في العطاء رغم تقدمه في السن. لقد ترك أثراً طيباً في نفوس المصلين، وندعو الله أن يتقبله بواسع رحمته».
وأضاف أحد المصلين: «صوته في الأذان كان يفيض روحانيةً على المكان، ولن يعوّضه غيره بسهولة»، فيما عبّرت سيدة قادمة من الخليل عن أسفها وقالت: «جئنا لنودّع «أبو صلاح» الذي ربطناه بذكريات العبادة فيها».
السياق الاجتماعي والدعوي في الزرقاء
تزخر محافظة الزرقاء بزخمٍ سكاني وديني، إذ تحرص وزارة الأوقاف على تعيين خطباء ومؤذنين ذوي خبرة في المساجد الكبرى والصغرى، مواكبةً للنموّ العمراني والتعداد السكاني المتزايد.
ويأتي فقدان الشيخ الهمشري في وقتٍ باتت فيه الحاجة ماسةً إلى رموزٍ دعويةٍ لديهم القدرة على التواصل مع الأجيال الجديدة ونشر الوسطية الإسلامية










