روسيا تنقل ثقلها العسكري من حميميم إلى القامشلي: تحالفات جديدة تعيد رسم خريطة السيطرة في شمال شرق سوريا
كشفت م مصادر سورية مطلعة لـ “المنشر الإخباري” عن تحول استراتيجي كبير في الانتشار العسكري الروسي داخل سوريا، يتمثل في نقل الجزء الأكبر من القوات والمعدات من قاعدة حميميم في محافظة اللاذقية إلى قاعدة القامشلي الجوية الواقعة في شمال شرق سوريا، في منطقة تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وبحسب مواقع متخصصة في رصد حركة الملاحة الجوية، نفذت طائرات نقل روسية أكثر من 25 رحلة جوية بين القاعدتين خلال النصف الأول من عام 2025، ما يعد أكبر عملية إعادة انتشار روسية داخل الأراضي السورية منذ تدخلها العسكري في 2015.
تحالف روسي–كردي قيد التشكل
نقلت مصادر سورية مطلعة لـ “المنشر الإخباري” أن الانتقال الروسي إلى القامشلي تم بعد تنسيق مباشر مع قوات “قسد”، بموجب اتفاق غير معلن لتحالف استراتيجي، يتجاوز ترتيبات خفض التصعيد السابقة، ويستهدف دعم كيان كردي فيدرالي شمال شرق سوريا، بديلا عن الرهان السابق على واشنطن.
تقول المصادر إن “قسد” بدأت التقارب مع روسيا وفرنسا وإسرائيل بعد تخوفها من انسحاب أمريكي محتمل من شرق الفرات، خاصة في ظل إشارات صادرة عن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تشير إلى تقليص الدعم العسكري لقوات سوريا الديمقراطية.
قائد قسد مظلوم عبدي في مؤتمر القامشلي: نريد سوريا لا مركزية
روسيا تتهم واشنطن لتأسيس دولة لأكراد سوريا
مطار القامشلي: قاعدة استراتيجية بديلة عن الساحل
تأتي هذه الخطوة الروسية في ظل تدهور العلاقة بين موسكو والسلطات السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، التي باتت تعتبر التواجد الروسي في الساحل غير مرغوب فيه، خصوصا بعد اتهامات غير رسمية بأن مجموعات مسلحة مقربة من الشرع استهدفت قاعدة حميميم، مما أسفر عن مقتل عدد من الجنود الروس.
وبحسب التحليلات، فإن التعزيز الروسي في القامشلي يحمل رسائل سياسية وأمنية لعدة أطراف: لأنقرة: بأن موسكو ما زالت شريكا رئيسيا في التوازن الحدودي ومراقبة النفوذ التركي.
للحكومة أحمد الشرع: بأن روسيا لن تتخلى عن أوراقها شمالا رغم الخلافات السياسية مع الشرع.
للولايات المتحدة: بأن موسكو قادرة على ملء أي فراغ أمني أو سياسي في شرق الفرات.
الاتفاق بين مظلوم عبدي وأحمد الشرع: قسد ترد على الأخبار المتداولة
لقاء ثلاثي بين الشرع وقائد قسد والمبعوث الأمريكي
مماطلة في اتفاق 10 مارس ودعم جديد لقسد
تشير المعلومات إلى أن مماطلة “قسد” في تنفيذ اتفاقية 10 مارس/آذار 2025 مع الحكومة السورية تعود جزئيا إلى ثقتها المتزايدة في التحالف الروسي–الفرنسي–الإسرائيلي، والذي ترى فيه بديلا مستقرا عن تحالفها الهش مع واشنطن، التي تضغط عليها لتفكيك قواتها والاندماج في الجيش السوري.
وتشمل الاتفاقية المؤجلة:انسحاب قسد من دير الزور والرقة والطبقة، وانضمامها كـ “فيلق مستقل” في الجيش السوري، ومنحها حكما ذاتيا في مناطق الحسكة، القامشلي، كوباني، عفرين والشيخ مقصود، وتوزيع موارد النفط بنسبة 20% لقسد.
مظلوم عبدي قائد قسد يرحب بدعم إسرائيل لحماية الأكراد في سوريا
هوشنك أوسي يكتب تركيا والاستثمار في قسد
غير أن وفد الإدارة الذاتية رفض تنفيذ البنود المتعلقة بتسليم المدن إلى الدولة أو حل القوات، في ظل هذا التبدل في موازين القوى الإقليمية.
ملامح فصل جديد في سوريا
مع استمرار التوترات بين الحكومة السورية الجديدة وقوات سوريا الديمقراطية، وظهور تحالفات دولية جديدة تتجاوز الثنائية الأمريكية–الروسية التقليدية، يبدو أن شمال شرق سوريا يدخل مرحلة جديدة من إعادة التموضع العسكري والسياسي، ستحددها مواقف موسكو، طهران، أنقرة، وواشنطن في الأشهر القادمة










