شهدت مدينة غدامس الليبية، الواقعة في الجنوب الغربي من البلاد على الحدود مع الجزائر وتونس، تطورات عسكرية مهمة خلال الأسابيع الأخيرة من شهر يوليو 2025، حيث دخلت قوات المنطقة العسكرية الجبل الغربي بقيادة الفريق أسامة الجويلي إلى المدينة وأعلنت السيطرة عليها، وسط توترات مع الكتيبة 17 حرس الحدود التي كانت تسيطر على المنطقة سابقاً.
دخول قوات الجويلي إلى غدامس
أعلنت قوات المنطقة العسكرية الجبل الغربي، التابعة للمجلس الرئاسي الليبي بقيادة الفريق أسامة الجويلي، في العاشر من يوليو 2025، بسط سيطرتها الكاملة على مدينة غدامس جنوب غرب البلاد. وأظهرت مقاطع مصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي انتشار عدد كبير من الآليات العسكرية التابعة لقوات الجويلي في شوارع المدينة.
في بيان صحفي، أكد الجويلي أنه “في إطار خطة لتعزيز الأمن في المنطقة ومكافحة التهريب وتجارة البشر وجرائم التخريب والجريمة المنظمة، وبعد الإبلاغ عن حالات انفلات أمني على الحدود، انتشرت قوات تابعة للمنطقة العسكرية الجبل الغربي بمنطقة غدامس”.
موقف الكتيبة 17 حرس الحدود
كانت الكتيبة 17 حرس الحدود، التي تسيطر على معبر الدبداب الحدودي مع الجزائر، قد أعلنت قبل يومين من دخول قوات الجويلي، حالة النفير العام وطالبت جميع عناصرها بالتوافد إلى مطار غدامس. وتنحدر هذه الكتيبة من مدينة الزنتان التي ينتمي إليها الجويلي نفسه.
وكانت الكتيبة 17 حرس الحدود، الموالية لمدينة الزنتان، بإمرة محمد عبد النبي، قد رفعت درجة الاستعداد القتالي لعناصرها، خاصة في محيط حقل الوفاء الواقع جنوب المدينة قرب الحدود مع الجزائر.
الأهمية الاستراتيجية لمدينة غدامس
تعتبر مدينة غدامس منطقة حيوية بفضل موقعها الاستراتيجي ومنفذيها الدوليين، مما يمنح السيطرة عليها أهمية اقتصادية وسياسية كبيرة، خاصة في مجالات الغاز والنفط. وتبعد المدينة حوالي 650 كيلومتراً جنوب غرب طرابلس وتقع عند تقاطع حدود ليبيا مع الجزائر وتونس.
تضم المدينة مطاراً دولياً وقاعدة عسكرية ومنفذاً برياً يربطها بالجزائر. ويشير الخبراء إلى أن السيطرة على غدامس ومطارها يمثل أهمية كبيرة لأي طرف يريد إحكام السيطرة على المنطقة وفتح نافذة حدودية جديدة على القارة الأفريقية.
السياق الأوسع للصراع
يأتي هذا التطور في سياق توترات أمنية أوسع في الجنوب الليبي، حيث تشهد المنطقة تحشيدات عسكرية بين موالين لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وموالين لقوات المشير خليفة حفتر.
ويرى متابعون ليبيون أن التوترات الحاصلة قرب غدامس تعد جزءاً من الصراع الدولي في الساحل الأفريقي، معتبرين أن كل طرف يسعى لتعزيز قواته عبر حلفائه العسكريين في المنطقة.










