لن تهدأ سوريا وتتوقف أعمال العنف وخطاب الكراهية الطائفي العنصري الراديكالي المتطرف ولن يكون هناك تهدئة واستقرار سياسي على المدى الطويل قبل التراجع تماما عن كل ما جرى في مؤتمر النصر المزعوم في قصر الشعب بدمشق الذي قامت الفصائل والميليشيات المسلحة بتنصيب أحمد الشرع أبو محمد الجولاني رئيسا لمرحلة انتقالية مؤقتة أرادوها لمدة 5 سنوات وقبل التراجع عن الإعلان الدستوري المؤقت وقبل التراجع عن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني المزعوم في فندق الداما روز وقصر الشعب بدمشق وقبل إعادة هيكلة وإصلاح المؤسسات السورية وإعادة النظر بتركيبة الجيش السوري الجديد وجهاز الأمن الداخلي وعقيدته الإيديولوجية.
من دون العودة إلى قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة والشرعية الدولية لا سيما القرار 2254 وبيان العقبة ومخرجات الاجتماع الوزاري الدولي في المملكة العربية السعودية والذهاب نحو انتخابات رئاسية مبكرة وتشكيل هيئة حكم انتقالية موسعة تشاركية من كل التيارات والقوى السياسية السورية المختلفة؛ (وليس فقط من هيئة تحرير الشام وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة سابقا والفصائل المتحالفة معها وشرذمة من الأنجي أوزين مدعي التمدن المفروضين بأجندات إقليمية خبيثة) لن نكون الا أمام مزيد من الدماء المسفوكة والتفتت والانقسام السياسي والإجتماعي ولن نصل إلى هوية وطنية سورية جامعة ودولة مدنية ديمقراطية تصون وتحترم حقوق الإنسان وتقدس مبدأ سيادة القانون والمواطنة الكاملة غير المنقوصة.
تركيبة السلطة الانتقالية المؤقتة في قصر الشعب في دمشق ليست دولة؛
كفاكم ضحك على اللحى وتزيين السذاجة بعبارات براقة وفي كل “فزعة” حمقاء تظهر سطحية وضحالة وتخلف وحقد من نفس الأشخاص الذين يزعمون أنهم مروجين لمنطق الدولة وهم أبعد ما يكونون عنه؛
ما هكذا تورد الأبل كل قطرة دم تسفك أو بيت يحرق أو طفل يموت أو امراة تهجر من أرضها يتحمل مسؤوليتها كل من يصب الزيت على النار ويشعل الحرائق ويعلي صوت الشعبوية الفارغة ويكمم صوت العقلانية والحكمة ومحاولات بناء الثقة المغمسة بالدماء.










