تدرس الولايات المتحدة مشروعا طموحا يتضمن استئجار “ممر زانغيزور” عبر الأراضي الأرمنية لمدة 100 عام، تهدف من خلاله إلى تسهيل عملية السلام بين أرمينيا وأذربيجان، وفق تصريحات السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص توم باراك.
ممر زانغيزور.. ممر استراتيجي بـ32 كلم
ممر زانغيزور، الذي يبلغ طوله نحو 32 كيلومترا، سيربط إقليم نخجوان الأذربيجاني بباقي أراضي أذربيجان عبر «سيونيك» الأرمينية، وهو ما ترفضه يريفان وتعتبره تهديدا لوحدتها الوطنية. وتصر باكو على وضعه تحت إشراف دولي لضمان حرية العبور والتجارة.
دور الوسيط الأمريكي
قال توم باراك خلال إفادة صحفية في نيويورك: “نقترح عليكم عقد إيجار مدته مائة عام لطريق بطول 32 كيلومترا يمكنكم جميعا تقاسمه.”
وأضاف أن الخطة، التي تنسجم مع مقترحات أوروبية سابقة، سترعاها شركة أمريكية خاصة لضمان إدارة شفافة وعادلة للممر تستجيب لمطالب باكو وتعزز سيادة يريفان.
معوقات سياسية وقانونية
من جانبها ترفض أرمينيا أي صياغة تشير إلى “ممر” فوق سيادتها، وتصر على تسميته “طريق نقل”.
فيما تطالب باكو بضمانات أمنية تمنع أي قيود مستقبلية على العبور، في ظل النزاع مستمر منذ اتفاق وقف النار في 2020، وما زال ملف الممر يشكل حجر عثرة أمام توقيع اتفاق سلام نهائي.
مواقف تركيا وإيران
من جانبها دفعت تركيا بفكرة القرار، مدركة دوره الجيو‑اقتصادي في ربطها بجورجيا وآسيا الوسطى، بينما تعارض إيران المشروع بسبب مخاوف من تهميش طرقها التجارية للمنطقة.
فيما اقترح الاتحاد الأوروبي سابقا إشراف شركة دولية لتوفير شفافية.
الطريق إلى السلام؟
إذا نفذت الخطة، فإن الولايات المتحدة ستتاح لها فرصة لعب دور محوري كضامن وداعم لإنهاء النزاع القائم منذ تسعينيات القرن الماضي، بإشراف شركة أمريكية خاصة توفر ضمانات أمنية وتجارية متبادلة. لكن يبقى التنفيذ رهين اتفاق سياسي معقد يتطلب توازنا دقيقا من الطرفين.










