أعلنت مصادر مقربة من الشيخ الدرزي المُسن مرهج شاهين، الذي يناهز عمره 80 عاماً، عن استشهاده بعد ظهوره في مشهد فيديو مؤلم سجله عناصر من قوات الشرع يعملون على إهانته في بلدة الثعلة بريف السويداء الغربي، يوم الثلاثاء 15 يوليو 2025.
المصادر المحلية أكدت أن الشيخ الذي بدت الدموع في عينيه في مشهد الفيديو الصادم، بقي في بيته ولم يغادره بعد اقتحام قريته الواقعة في ريف السويداء الغربي من قوات الشرع، معتقداً أن سنواته الثمانون قد تشفع له أمام من ادّعوا قدومهم بهدف “حماية السكان وفض الاشتباكات”.
مأساة الثعلة ووالغا: عمليات تصفية داخل البيوت
تشير المصادر المحلية إلى أن القرى التي اقتحمتها القوات الحكومية، شهدت عمليات تصفية ميدانية داخل بعض البيوت، ومنها قريتي ولغا والثعلة، وسط صعوبات في تحديد عدد الضحايا وأماكن تواجد جثامينهم، كون هذه القرى شهدت حالات نزوح جماعية.
بلدة الثعلة، التي تقع غرب مدينة السويداء على بعد 12 كم وعلى ارتفاع 760 م عن سطح البحر، بلغ عدد سكانها عام 2004 نحو 4569 نسمة، وتتميز بكونها حلقة وصل بين جبل العرب وسهل حوران، وتُعتبر المدخل الغربي للمحافظة.
حصيلة مأساوية: 203 قتلى في السويداء
ارتفعت حصيلة الضحايا في السويداء إلى 203 قتلى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، منذ اندلاع الاشتباكات يوم الأحد 13 يوليو 2025:
- 92 درزياً منهم 21 مدنياً “أعدموا ميدانياً”
- 93 من القوات الحكومية
- 18 من البدو
مجزرة مضافة آل رضوان: رمز الضيافة يتحول إلى مسرح للمأساة
في واحدة من أبشع الأحداث، شهدت مضافة آل رضوان في مدينة السويداء مجزرة راح ضحيتها 20 مدنياً درزياً في عمليات “إعدام ميدانية” نفذتها قوات الأمن السورية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
المضافة التي شيدها الشيخ غسان مرشد رضوان في العقد الأخير من القرن التاسع عشر، لعبت دوراً تاريخياً في مواجهة الاحتلال العثماني والفرنسي، وفي الانتفاضة السورية ضد حكم الأسد استضافت النازحين الفارين من بطش النظام، قبل أن تتعرض لهذه المجزرة.
التدخل الإسرائيلي تحت ذريعة “حماية الدروز”
في تطور خطير، شنت إسرائيل غارات جوية على قوات الحكومة السورية في جنوب غرب سوريا لليوم الثاني على التوالي، متعهدة بالحفاظ على المنطقة منزوعة السلاح وحماية الأقلية الدرزية.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس في بيان مشترك أنهما أوعزا “بتوجيه ضربة فورية لقوات النظام والأسلحة التي أُدخلت إلى منطقة السويداء في جبل الدروز”.
الشيخ حكمت الهجري يتراجع عن البيان
في تطور مفاجئ، تراجع الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، عن البيان الذي أصدرته الرئاسة الروحية صباح الثلاثاء والذي رحب بدخول القوات الحكومية.
قال الهجري في تسجيل مصور: “رغم قبولنا بهذا البيان المذل من أجل سلامة أهلنا وأولادنا، قاموا بنكث العهد والوعد واستمرَّ القصف العشوائي للمدنيين العزل”، مضيفاً أنهم “يتعرضون لحرب إبادة شاملة” وداعياً إلى “التصدي لهذه الحملة البربرية بكل الوسائل المتاحة”.
الموقف الأمريكي والدولي
ذكر موقع “أكسيوس” الإخباري نقلاً عن مسؤول أمريكي أن إدارة الرئيس دونالد ترامب طلبت من إسرائيل التوقف عن مهاجمة قوات الجيش السوري في جنوب البلاد، وأن إسرائيل أبلغت الأمريكيين بأنها ستوقف الهجمات مساء الثلاثاء.
انتهاكات وإهانات متواصلة
تعرض عدد من الأهالي لعمليات إذلال، حيث تم قص شوارب الرجال عنوة، في مشهد أثار غضباً واسعاً بين السكان. كما انتشرت مقاطع فيديو تظهر انتهاكات وإهانات مختلفة تعرض لها المدنيون العزل.










