كشفت شبكة “إن بي سي نيوز”، نقلا عن خمسة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، أن منشأة نووية واحدة فقط من بين ثلاث منشآت رئيسية في إيران تعرضت لدمار شبه كامل خلال الغارات الجوية الأمريكية الأخيرة، في حين أن المنشأتين الأخريين تعرضتا لأضرار جزئية يعتقد أنها لا تعيق استئناف عمليات التخصيب خلال الأشهر القادمة.
وبحسب التقرير، فإن هذا التقييم الجديد يأتي ضمن مراجعة شاملة تجريها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تأثير الهجمات العسكرية على البرنامج النووي الإيراني، وقد تم عرض نتائجه مؤخرا على مشرعين ومسؤولين في البنتاغون وشركاء دوليين.
المنشآت المستهدفة: نطنز، فوردو، وأصفهان
الهجمات التي نفذت في 1 يوليو/تموز استهدفت ثلاث منشآت نووية رئيسية نطنز، فوردو،أصفهان.
ووفقا للمصادر، فإن إحدى هذه المنشآت – لم يتم تحديدها رسميا – تعرضت لدمار شبه كامل، فيما عانت المنشأتان الأخريان من أضرار محدودة نسبيا، تسمح لطهران بإعادة تشغيل عمليات التخصيب فيهما إذا رغبت، خلال فترة تتراوح بين عدة أسابيع إلى بضعة أشهر.
خطة الهجوم الأوسع التي لم تنفذ
ذكر التقرير أن القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) أعدت خطة عسكرية شاملة لاستهداف مزيد من المنشآت النووية الإيرانية على مراحل، إلا أن الرئيس ترامب رفض تنفيذ كامل الخطة، في محاولة لتجنب انخراط أعمق في صراع إقليمي موسع، بحسب ما نقل عن مسؤولين في الإدارة السابقة.
كما أشارت المصادر إلى أن ترامب أبدى قلقه من وقوع خسائر بشرية كبيرة، سواء بين القوات الأمريكية أو الإيرانيين، ما جعله يتراجع عن تنفيذ الهجمات الإضافية رغم استعداد البنتاغون الكامل لها.
ضبابية في مصير البرنامج النووي الإيراني
في ظل انسحاب مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إيران، وتعليق طهران التعاون مع الوكالة، يبقى الوضع الفعلي للبرنامج النووي الإيراني غير واضح تماما. ويشار إلى أن المحادثات النووية بين واشنطن وطهران كانت قد توقفت قبل الضربات، بسبب تمسك إيران بحقها في التخصيب على أراضيها.
وتعززت الشكوك حول فعالية الضربات بعد ما كشفته صحيفة واشنطن بوست عن مكالمات اعترضتها الاستخبارات الأمريكية، قال فيها مسؤولون إيرانيون إن تأثير الضربات كان “أقل مما توقعوا”.
ما الذي يمكن أن يحدث لاحقا؟
يرى مراقبون أن هذه التطورات تترك الباب مفتوحا أمام تصعيد محتمل أو استئناف المفاوضات، خاصة في ظل استمرار الغموض بشأن قدرة إيران على إعادة تشغيل منشآتها، ومدى استعداد واشنطن لخوض مواجهة أوسع إذا لزم الأمر.










