استقبل وزير الخارجية المصري السفير بدر عبد العاطي، يوم الخميس بمدينة العلمين، نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في لقاء يعكس عمق العلاقات الثنائية والتنسيق الوثيق بين القاهرة والرياض حول أبرز القضايا الإقليمية، وعلى رأسها أزمات سوريا وليبيا والسودان، وجهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
علاقات استراتيجية راسخة
أكد الوزيران خلال اللقاء على متانة العلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، وما تشهده هذه العلاقات من تطور متسارع بدعم مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأثنى الجانبان على الدور المحوري الذي يلعبه مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي، باعتباره منصة فاعلة لدفع التعاون إلى آفاق جديدة تخدم أهداف التنمية والاستقرار الإقليمي.
رفض الإساءة للعلاقات الثنائية
من جانبه، شدد الوزير عبد العاطي على الرفض الكامل لأي محاولات مغرضة من منصات إلكترونية غير مسؤولة تسعى للنيل من متانة العلاقات المصرية-السعودية، مؤكدا أن مثل هذه المحاولات “يائسة ولا تؤثر في الأساس الصلب للعلاقات الأخوية بين البلدين”.
القضية الفلسطينية وجهود وقف النار في غزة
تناول اللقاء مستجدات القضية الفلسطينية، حيث استعرض الوزير عبد العاطي الجهود المصرية المتواصلة للتوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن، إلى جانب اعتزام القاهرة استضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار القطاع في مرحلة ما بعد التهدئة.
الملف الليبي: دعم الحل الوطني ورفض التدخلات
ناقش الوزيران تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث جددت مصر دعمها لمسار الحل الليبي–الليبي بعيدا عن التدخلات الأجنبية أو الإملاءات، مع التأكيد على أهمية احترام سيادة الدولة الليبية، والحفاظ على مؤسساتها الوطنية ووحدة أراضيها، بما يحقق تطلعات الشعب الليبي في الأمن والاستقرار.
السودان: دعم وحدة الدولة ورفض التدخل الخارجي
كما تطرق الجانبان إلى الجهود المشتركة بشأن الأزمة في السودان، وأكدا على ضرورة وقف الصراع المسلح الدائر، واحترام وحدة وسلامة الأراضي السودانية، مع رفض أي تدخل خارجي في الشأن الداخلي، وضرورة دعم المؤسسات الوطنية والحفاظ على مصالح الشعب السوداني.
إدانة الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا
أدان الوزيران الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، وآخرها قصف قصر تشرين الرئاسي ومجمع الأركان العامة في دمشق، في انتهاك صارخ لسيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وأكد الجانبان على ضرورة انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي السورية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها هضبة الجولان، وشددا على التزامهما الثابت بدعم السيادة الكاملة للجمهورية العربية السورية.
توافق استراتيجي واستعداد للعمل المشترك
عكس اللقاء بين وزيري الخارجية المصري والسعودي توافقا واضحا في الرؤى تجاه قضايا المنطقة، والرغبة المشتركة في تعزيز العمل العربي المشترك وتكثيف الجهود الدبلوماسية من أجل حلول سياسية عادلة وشاملة للأزمات الإقليمية، بما يضمن أمن واستقرار الدول العربية ويحمي مصالح شعوبها.










