أعلن الزعيم الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز، سماحة الشيخ حكمت الهجري، عن تأجيل زيارة الوفد الحكومي إلى محافظة السويداء، بسبب ما وصفه بعدم توفر الضمانات الكافية لسلامة الوفد، ومنعاً لأي تجاوزات أو إساءات قد تطرأ في ظل الوضع الأمني الهش في المنطقة.
وقال الشيخ الهجري في بيان صادر عن الرئاسة الروحية للطائفة اليوم السبت: “لعدم ضمان سلامتهم ولمنع حصول تجاوز حالياً أو أي إساءة بحقهم، قمنا بتأجيل زيارة الوفد الحكومي إلى السويداء”.
وأضاف: “الوفود الحكومية جميعها مرحب بها، لكن يجب عليها الانتظار لحين استتباب الأمن”.
وفي ذات البيان، رحّبت الرئاسة الروحية بكافة المساعدات الإنسانية التي تصل إلى محافظة السويداء المنكوبة، مشيدة بدور المنظمات والجهات الدولية في تخفيف معاناة السكان، داعية إلى تكثيف الجهود لإنقاذ الأرواح.
وجاء في البيان “نثمن كل جهد مخلص يهدف إلى إنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة. وندعو، بكل وضوح وحزم، إلى الوقف الفوري للهجوم الغاشم على محافظة السويداء، ووقف حملات التضليل الإعلامي وبث الإشاعات المغرضة التي تهدف لتأجيج العنف والكراهية”.
وأكدت الرئاسة الروحية أن موقف الطائفة لا يقوم على خلاف ديني أو عرقي مع أي جهة، مشددة على أن “الخزي والعار لكل من يسعى إلى زرع الفتنة والكراهية في عقول الشباب”.
الوضع الميداني: هدوء حذر وتجاوزات مستمرة
وعلى الأرض، يسود هدوء حذر مدينة السويداء بعد فشل محاولات المجموعات العشائرية المسلحة الدخول إلى مدن السويداء وشهبا وبلدة عريقة، وسط أنباء عن انسحاب تدريجي لتلك المجموعات منذ فجر اليوم الأحد.
رغم ذلك، أفادت مصادر محلية باستمرار أعمال النهب والحرق في بعض القرى التي وقعت تحت سيطرة تلك الجماعات، بما في ذلك قرى تنتشر فيها قوات الحكومة الانتقالية.
كما تعرّضت بلدة عريقة والقرى المحيطة بها لقصف بقذائف الهاون والطائرات المسيّرة، في خرق واضح لوقف إطلاق النار، بحسب ما أكدته مصادر ميدانية.
يُذكر أن هذه التطورات تأتي في ظل أوضاع إنسانية صعبة تشهدها السويداء، في وقت تتزايد فيه الدعوات الداخلية والدولية لوقف التصعيد والعودة إلى الحوار الوطني لحل الأزمة السورية بشكل شامل وسلمي.










