تدرس قوات دفاع بونتلاند، المنطقة الصومالية ذات الحكم الذاتي شمال شرق البلاد، اقتناء أنظمة صاروخية بعيدة المدى ضمن إطار استراتيجي جديد يهدف إلى تعزيز الردع العسكري، في مواجهة ما تصفه سلطات بونتلاند بـ”التهديدات المتصاعدة” من الحكومة الفيدرالية في مقديشو، المدعومة عسكريا من تركيا.
ونقلت مصادر قريبة من جهاز الأمن في بونتلاند أن النقاش حول منظومات الصواريخ يأتي ضمن مراجعة شاملة لـ”استراتيجية الدفاع الوطنية”، والتي تركز على حماية السيادة البحرية والحدود البرية، وتحييد التهديدات الناشئة عن عسكرة العاصمة مقديشو.
وقال مسؤول رفيع في حكومة بونتلاند لـ”المنشر الإخباري”:”منذ أكثر من نصف قرن، كانت الأنظمة المتعاقبة في مقديشو تحاول تقويض إرادة ومؤسسات شعب بونتلاند. هذه الخطوة لا تتعلق بالعدوان، بل بالدفاع عن البقاء والكرامة”.
تعزيز الشراكات الدفاعية
ووفق محللين أمنيين في مدينة جاروي، فإن بونتلاند قد تتلقى دعما فنيا واستخباراتيا من الولايات المتحدة أو الإمارات أو إحدى دول حلف الناتو في حال تطور التوتر إلى مواجهات مباشرة، خاصة أن بونتلاند تعد شريكا فاعلا في مكافحة الإرهاب، ولعبت دورا مركزيا في تفكيك شبكات تنظيم داعش على سواحلها الشرقية.
وتسعى القيادة الإقليمية في بونتلاند إلى تعزيز جاهزيتها الدفاعية، عبر الاستثمار في أنظمة ردع متقدمة قادرة على حماية المنشآت الساحلية والبنية التحتية الحيوية.
ضبط شحنة أسلحة تركية في مياه بونتلاند:
في تطور لافت، أعلنت سلطات بونتلاند، السبت 19 يوليو/تموز 2025، عن اعتراض سفينة محملة بأسلحة تركية متطورة كانت في طريقها إلى مقديشو، في عملية وصفت بأنها “اختراق استخباراتي ناجح”، يكشف أبعاد التورط الأجنبي المتزايد في النزاع الصومالي الداخلي.
وأفادت مصادر أمنية أن السفينة كانت تسير تحت أعلام زائفة، وتخفي في باطنها ناقلات جند مدرعة وصناديق ذخيرة تستخدمها قوات الناتو، ما يثير شكوكا حول تورط دولي في تزويد الحكومة الفيدرالية بأسلحة خارج القنوات الرسمية.
وأضافت المصادر أن السفينة تعرضت لـ”عطل فني مفاجئ” قبالة السواحل الإقليمية، ما أتاح للقوات البحرية في بونتلاند تنفيذ عملية تفتيش شاملة، قبل اقتياد السفينة إلى ميناء بوساسو تحت حراسة مشددة.
مزاعم بالتمويه والخداع الدولي
التحقيقات الأولية كشفت أن السفينة سجلت مبدئيا كسفينة تايوانية، لكن تم التأكد لاحقا من أنها كانت تنقل معدات تركية المنشأ، مخصصة – وفق المعلومات الاستخباراتية – لدعم القوات الفيدرالية في مقديشو.
السفارة التايوانية في هرجيسا سارعت إلى نفي أي علاقة لها بالسفينة، ووصفت استخدامها لعلمها بـ”الاستفزاز الواضح ومحاولة تضليل دولية غير مقبولة”.
أما الحكومة الفيدرالية، فقد أدانت عملية المصادرة، ووصفتها بأنها “قرصنة بحرية”، في حين ردت بونتلاند بأنها “عملية دفاعية قانونية تمت داخل مياهها الإقليمية”.
وقال مسؤول أمني في بونتلاند:”حين تهرب إلينا أسلحة عبر رايات مزيفة، لن نلتزم الصمت. رسالتنا واضحة: لا تسليح غير قانوني عبر مياهنا بعد الآن”.
رسالة ردع حاسمة: بونتلاند تلوح بالقوة للدفاع عن سيادتها
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه بونتلاند تصاعدا في الضغوط الأمنية من الجنوب، فضلا عن تهديدات مستمرة من جماعات إرهابية تنشط في جبالها الشرقية، ما يدفع سلطاتها نحو تشديد الإجراءات الأمنية وتعزيز الدفاع الذاتي.
ويعتبر قادة بونتلاند أن اعتراض السفينة، إلى جانب دراسة اقتناء الصواريخ بعيدة المدى، بمثابة رسالة واضحة لكل من الداخل والخارج: أن بونتلاند لن تقبل بفرض أمر واقع بالقوة، وأنها ستدافع عن أراضيها، حتى في مواجهة أطراف دولية.










