مفتي سلطنة عمان يدعو مصر والأردن لفتح المعابر مع فلسطين ويناشد شيخ الأزهر التدخل
في تطور بارز يعكس عمق الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وجه مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي نداءً عاجلاً إلى كل من مصر والأردن لفتح المعابر مع الأراضي الفلسطينية، كما ناشد شيخ الأزهر للتدخل بما يمليه عليه واجبه الديني والأخلاقي.
جاءت هذه الدعوة في بيان نشره سماحة الشيخ الخليلي على حسابه الرسمي بموقع “إكس” يوم الأحد 20 يوليو 2025، عبر فيه عن أسفه العميق لما وصفه بـ”مأساة غزة العزيزة من الحصار الخانق المضروب عليها”.
الوضع الإنساني الكارثي في غزة
أشار المفتي العماني إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان غزة، حيث “أدى الحصار إلى تساقط الناس جماعات ووحداناً من أثر الجوع”، معرباً عن استغرابه من صمت من أسماهم “ذوو قرابة من دم ودين” تجاه هذه المأساة التي “تسجلها وسائل الإعلام لحظة بلحظة”.
وتشير التقارير الأممية الحديثة إلى أن أكثر من 470 ألف شخص في قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة الحقيقية، بزيادة 250% عن التقديرات السابقة، وذلك بسبب الحصار الذي يعزل غزة عن العالم الخارجي. كما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بوفاة 57 طفلاً بسبب سوء التغذية منذ بدء حظر المساعدات في 2 مارس 2025.
مناشدة خاصة لمصر والأردن
خص الشيخ الخليلي بالمناشدة كلاً من جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، داعياً “قادة وشعوباً للدفع في اتجاه التعجيل بفتح المعابر وإغاثة المنكوبين من جيرانهم وإخوانهم في غزة وفلسطين”.
وقال في بيانه: “نخص بهذه المناشدة الأشقاء في جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية قادة وشعوباً للدفع في اتجاه التعجيل بفتح المعابر”.
يُذكر أن معبر رفح البري يعتبر المنفذ الوحيد لقطاع غزة مع العالم الخارجي عبر الحدود المصرية، وقد شهد إغلاقات متكررة مما فاقم من الأزمة الإنسانية.
دعوة خاصة لشيخ الأزهر والعلماء
في جانب بارز من بيانه، ناشد مفتي عمان الأزهر الشريف ممثلاً بشيخه الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب وعلمائه الكرام للقيام بما عليهم من الحقوق في هذا الشأن.
وأضاف: “لا ننسى هنا أن نذكر إخوتنا العلماء الأفذاذ في البلدين أن يسارعوا إلى القيام بما عليهم من الحقوق في هذا الشأن، لا سيما الأزهر الشريف متمثلاً بشيخه الإمام الأكبر وعلمائه الكرام”.
التأصيل الديني للموقف
استند الشيخ الخليلي في دعوته إلى النصوص الشرعية، حيث استشهد بقوله تعالى: “وَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ”، وبالحديث النبوي الشريف: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره، ولا يسلمه”.
كما أكد أن “هذا حق للإنسانية كلها، وما كان المسلم صادقاً ولا لعربي أصيل أن يرضى بهذا الظلم في أي بشر، مسلماً كان أو غير مسلم”.
نداء عالمي للضمير الإنساني
اختتم مفتي سلطنة عمان بيانه بمناشدة “جميع أصحاب الضمير الإنساني الحي في العالم بأسره أن يسارعوا إلى ذلك فالكل مسؤول أمام الله تعالى ولا يعفى أحد من هذه المسؤولية”.
وقال في خاتمة بيانه: “اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد. وحسبنا الله ونعم الوكيل”، في إشارة واضحة إلى إبلاغه الرسالة وأداء الأمانة.
الأزهر الشريف وتاريخه مع القضية الفلسطينية
يحمل الأزهر الشريف تاريخاً طويلاً في دعم القضية الفلسطينية، حيث أصدر أول فتوى بتحريم بيع الأراضي الفلسطينية لليهود في يناير 1935 على يد عالمين تتلمذا في الأزهر هما الشيخ محمد رشيد رضا والشيخ أمين الحسيني.
كما شهدت فترة شيخ الأزهر الحالي الدكتور أحمد الطيب مواقف قوية تجاه القضية الفلسطينية، حيث أكد مراراً أن “ما يحدث في غزة إبادة جماعية”، ووصف محاولات تهجير أهالي قطاع غزة بأنها “مؤامرة ليست فقط ضد أبناء فلسطين ولكن ضد الأمة الإسلامية كلها”.
الوضع الحالي للمعابر والمساعدات
تشير التقارير الأممية إلى أن الفرصة المتاحة “للحيلولة دون وقوع المجاعة تضيق بسرعة” في غزة. وأكدت الأمم المتحدة أن كمية الإمدادات الضئيلة التي دخلت غزة عقب ما يقرب من 80 يوماً من “الحصار المطبق” لا يرقى بأي حال من الأحوال إلى مستوى الاحتياجات الهائلة.
من جانبها، أعلنت الأردن تنسيقاً مع مصر لإرسال مساعدات إلى غزة عبر معبر رفح البري، فيما تواصل المنظمات الدولية دعواتها لفتح المعابر بشكل دائم.










