تشهد القرى الشمالية من محافظة السويداء هدوءاً حذراً، في وقتٍ تترقب فيه الأطراف المحلية والدولية الموعد المفترض لبدء عملية تبادل الأسرى، وسط مؤشرات متباينة حول إمكانية التوصل إلى تهدئة شاملة بعد أسبوع من التصعيد غير المسبوق.
حصيلة دموية خلال أسبوع من التصعيد
منذ اندلاع الاشتباكات في صباح الأحد 13 تموز 2025، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 1120 قتيلاً، في مشهد يعكس الانهيار الأمني الكامل وغياب أي مظلة حماية للمدنيين.
وتتوزع الحصيلة كالتالي:
531 قتيلاً من أبناء محافظة السويداء، بينهم 104 مدنيين، من ضمنهم 6 أطفال و16 سيدة.
373 قتيلاً من عناصر وزارة الدفاع والأمن العام، من بينهم 18 من أبناء العشائر البدوية، بالإضافة إلى مسلّح لبناني الجنسية.
15 قتيلاً من وزارتي الدفاع والداخلية قضوا في غارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع أمنية في محيط المحافظة.
3 ضحايا، بينهم سيدة وشخصان مجهولا الهوية، سقطوا جراء قصف إسرائيلي طال مبنى وزارة الدفاع.
إعلامي واحد قضى خلال تغطيته للاشتباكات في مدينة السويداء.
194 مدنياً، بينهم 28 سيدة، 8 أطفال، ورجل مسن، تم إعدامهم ميدانياً برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية، وفق مصادر ميدانية وشهادات محلية.
3 أشخاص من أبناء العشائر البدوية، بينهم سيدة وطفل، تم إعدامهم ميدانياً على يد مسلحين دروز، ما زاد التوتر الطائفي في المنطقة.
تباين الروايات وتحقيقات غائبة
في ظل انعدام الشفافية وغياب أي لجنة تحقيق مستقلة، تبقى الروايات المتضاربة حول المسؤولية عن المجازر والاعدامات الميدانية عائقاً أمام أي مصالحة داخلية أو مساءلة حقيقية، وسط تعتيم إعلامي رسمي وقيود مفروضة على تغطية ما يجري.
هدوء هشّ ومصير مجهول
رغم الهدوء النسبي الذي يسود القرى الشمالية، لم تصدر أي بيانات رسمية تؤكد أو تنفي انطلاق عملية التبادل المتوقعة، بينما لا تزال التوترات قائمة جنوب المحافظة وداخل مدينة السويداء نفسها، حيث تنتشر حواجز أمنية مكثفة وتستمر عمليات الاعتقال والمداهمات.
المشهد في السويداء لا يزال ضبابياً، مع تزايد المخاوف من جولة جديدة من التصعيد في حال تعثرت محاولات الوساطة، أو استُخدمت عملية التبادل كورقة سياسية دون نتائج ملموسة. وفي الوقت الذي يتجه فيه العالم نحو تجاهل هذه الأزمة المتصاعدة، تبقى المعاناة الإنسانية في السويداء مرشحة للتفاقم، في ظل غياب أي حل سياسي أو تدخل أممي فعّال.










