حذر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، بيني غانتس، من أن إسرائيل قد تجد نفسها مضطرة لتنفيذ ضربة عسكرية جديدة ضد إيران، مؤكدا أن طهران لا تزال تمثل “مشكلة عالمية وإقليمية” وتهديدا مباشرا على الأمن الإسرائيلي.
وجاءت تصريحات غانتس خلال مشاركته في مؤتمر قادة المنظمات اليهودية الأميركية المنعقد في القدس، حيث وصف الضربات الإسرائيلية الأخيرة داخل الأراضي الإيرانية بأنها “القرار الصحيح”، وقال:”لا يمكننا أن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي. وإذا لزم الأمر، سنضرب مرة أخرى.”
وأشار غانتس إلى أن الحل الأمثل يتمثل في تخلي إيران الطوعي عن برنامجها النووي، لكنه استبعد هذا السيناريو في الوقت الراهن، معتبرا أن النظام الإيراني ماض في طريقه دون تغيير، ما يبقي الخيار العسكري مطروحا على الطاولة.
تهديدات إسرائيلية متكررة
في السياق نفسه، كان وزير الدفاع الحالي يسرائيل كاتس قد صعد من لهجته قبل نحو أسبوعين، محذرا من أن أي تهديد إيراني جديد سيقابل بـ”ضربات أوسع وأكثر حسما”، وأضاف في كلمة خلال احتفال عسكري يوم 10 يوليو/تموز:
“هذه المرة، لن يكون هناك مكان آمن داخل إيران.”
تزايد الضغوط الدولية و”آلية الزناد”
يأتي هذا التصعيد الإسرائيلي في وقت تتكثف فيه الضغوط الدولية على طهران. فقد لوحت ثلاث دول أوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) بتفعيل “آلية الزناد” في 10 سبتمبر/أيلول المقبل، في حال لم تستأنف المفاوضات النووية أو لم تتخذ خطوات جادة من جانب إيران لتهدئة المخاوف الدولية بشأن تخصيب اليورانيوم.
وتسمح “آلية الزناد” بإعادة فرض عقوبات أممية على طهران، في حال ثبت إخلالها بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، وهو ما تعتبره إيران ضغطا غير مبرر في ظل ما تقول إنه “حق مشروع في التخصيب”.
وفي مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” يوم 21 يوليو، قال عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، إن “التخصيب أصبح مسألة هيبة وطنية لا يمكن التنازل عنها”، مؤكدا أن بلاده مستعدة لمواجهة الضغوط والعقوبات إذا لزم الأمر.
تصعيد أميركي من ترامب
من جهته، أعاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تأكيد موقفه الداعم للضربات الجوية ضد المنشآت النووية الإيرانية. وفي منشور على منصة “تروث سوشيال”، قال إنه مستعد لتكرار تلك الضربات “إذا لزم الأمر”.
كما هاجم ترامب شبكة CNN بعد مشادة كلامية، مطالبا بطرد مراسلها، وقال:”يجب أن تعتذر لي وللطيارين العظماء الذين دمروا المواقع النووية الإيرانية.”
ورغم التصعيد في النبرة، قال متحدث باسم البيت الأبيض إن ترامب لا يزال منفتحا على الحوار مع طهران، لكن ضمن شروط صارمة تضمن عدم تطوير إيران لبرنامج نووي عسكري.
أزمة على مفترق طرق
مع احتدام التهديدات وتصلب المواقف، يبدو أن الأزمة النووية الإيرانية تدخل مرحلة مفصلية. فغياب الثقة، وتوقف المحادثات، واستمرار التصعيد من مختلف الأطراف، كل ذلك يهدد بانزلاق المنطقة نحو صدام عسكري أوسع ما لم يتم التوصل إلى تفاهمات جديدة.
وتبقى الأيام المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كان المسار الدبلوماسي سيبعث من جديد، أو أن الخيار العسكري سيأخذ زمام المبادرة.










