اجتماع دبلوماسي حاسم في سردينيا: ويتكوف وديرمر وآل ثاني يبحثون مستقبل مفاوضات غزة
كشف مراسل موقع “أكسيوس” باراك رافيد، فجر الخميس 24 يوليو 2025، عن توقعات بعقد اجتماع استراتيجي بين ثلاث شخصيات محورية في مفاوضات الشرق الأوسط. يضم الاجتماع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ورئيس وزراء قطر محمد بن عبدالرحمن، في جزيرة “سردينيا” بإيطاليا.
السياق الدبلوماسي للاجتماع
يأتي هذا الاجتماع الثلاثي في إطار الجهود المكثفة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس. وقد شهدت الأيام الأخيرة تطورات مهمة في المفاوضات، حيث أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن ويتكوف في طريقه إلى الشرق الأوسط لإجراء مباحثات بشأن فتح ممر لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة ووقف إطلاق النار.
الشخصيات المحورية في الاجتماع
ستيف ويتكوف: المبعوث الأمريكي الخاص
ستيفن تشارلز ويتكوف (من مواليد 15 مارس 1957) هو ملياردير أمريكي مستثمر ومطور عقارات تم تعيينه مبعوثاً خاصاً إلى الشرق الأوسط من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2024. يقود ويتكوف حالياً الجهود الأمريكية للتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة، وقد لعب دوراً رئيسياً في التفاوض على وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن بين إسرائيل وحماس في يناير 2025.
رون ديرمر: العقل الاستراتيجي الإسرائيلي
رون ديرمر (من مواليد 1971) هو سياسي إسرائيلي من أصل أمريكي يشغل حالياً منصب وزير الشؤون الاستراتيجية. يوصف ديرمر بأنه “عقل نتنياهو” والشخص الأكثر قرباً وثقة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، حيث يلعب دوراً محورياً في رسم السياسات الداخلية والخارجية لإسرائيل. منذ منتصف شهر فبراير 2025، يقود ديرمر فريق التفاوض الإسرائيلي في مفاوضات وقف إطلاق النار.
محمد بن عبدالرحمن آل ثاني: الوسيط القطري
الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني (مواليد 1 نوفمبر 1980) يشغل منصب رئيس مجلس الوزراء منذ 7 مارس 2023 ووزير الخارجية منذ 27 يناير 2016. يتمتع بمسيرة حافلة بالإنجازات في المجالات السياسية والاقتصادية، ويلعب دوراً محورياً في تعزيز مكانة قطر على الساحتين الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى قيادة جهود الوساطة في العديد من الأزمات الدولية.
التطورات الأخيرة في المفاوضات
تشهد مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة زخماً متزايداً، حيث قدمت حركة حماس ردها على مقترح وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً للوسطاء. وبحسب مصادر مطلعة، طالبت حماس في ردها بإجراء تعديلات على مواقع انتشار جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال شهري الهدنة، وحصر إدخال المساعدات وتوزيعها بهيئات الأمم المتحدة.
من جهتها، أظهرت إسرائيل مرونة متزايدة في المفاوضات، حيث وافقت على التخلي عن السيطرة على “محور موراغ” الذي يفصل بين رفح وخان يونس. كما قدمت إسرائيل خرائط انسحاب محدثة إلى الوسطاء، تظهر استعدادها لتنازلات إضافية تتعلق بالتواجد العسكري في محيط رفح والقطاع الحدودي.
أهمية موقع سردينيا
يكتسب اختيار جزيرة سردينيا الإيطالية لعقد هذا الاجتماع أهمية خاصة، حيث استضافت إيطاليا خلال الأشهر الماضية عدة اجتماعات أمنية وسياسية من هذا النوع. كما شهدت الجزيرة مؤخراً فعاليات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، مما يجعلها موقعاً رمزياً مناسباً للمفاوضات.
الآفاق المستقبلية
تشير المؤشرات إلى أن المفاوضات وصلت إلى مراحلها الأخيرة، وسط تفاؤل حذر من جميع الأطراف. ومن المتوقع أن يصل ويتكوف إلى الدوحة لإتمام الاتفاق في حال تحقيق تقدم كافٍ في اجتماع سردينيا.
ويأتي هذا الاجتماع في ظل ضغوط أمريكية متزايدة لإنهاء الصراع، حيث أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال الأسبوع المقبل. كما تتزايد الضغوط الداخلية في إسرائيل من عائلات الأسرى والجنود المحتجزين في غزة، مما يدفع الحكومة الإسرائيلية نحو مزيد من المرونة في المفاوضات.










