هددت دولة قطر، ثالث أكبر مُصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، بوقف إمدادات الغاز عن الاتحاد الأوروبي رداً على قانون العناية الواجبة في سلاسل التوريد الذي أقره الاتحاد الأوروبي. وجاء هذا التهديد في رسالة رسمية أرسلها وزير الطاقة القطري سعد شريدة الكعبي إلى الحكومة البلجيكية بتاريخ 21 مايو 2025.
وفي الرسالة التي اطلعت عليها وكالة رويترز، قال الكعبي: “ببساطة، إذا لم يتم إجراء المزيد من التغييرات على توجيه العناية الواجبة لاستدامة الشركات، فلن يكون أمام دولة قطر وشركة قطر للطاقة خيار سوى التفكير بجدية في أسواق بديلة خارج الاتحاد الأوروبي لمنتجاتنا من الغاز الطبيعي المسال وغيره، والتي توفر بيئة عمل أكثر استقراراً وترحيباً”.
أهمية الغاز القطري لأوثالث أكبر مُصدر للغاز الطبيعي المسال عالمياً** بعد الولايات المتحدة وأستراليا. وتزود قطر أوروبا بنسبة تتراوح بين 12% إلى 14% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي المسال منذ الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022.
الدول الأوروبية المعتمدة على الغاز القطري
يعتمد عدد من الدول الأوروبية على الغاز الطبيعي المسال القطري لتلبية احتياجاتها من الطاقة:
إيطاليا: استوردت 6.8 مليار متر مكعب من قطر عام 2023
فرنسا: استوردت 2.3 مليار متر مكعب عام 2023
بلجيكا: استوردت 4.3 مليار متر مكعب عام 2023
وبحسب مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات)، أصبحت قطر في الربع الأول من 2025 ثالث أكبر مُصدر للغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي، بعد الولايات المتحدة (50.7%) وروسيا (17%).
قانون العناية الواجبة الأوروبي
أقر الاتحاد الأوروبي “التوجيه بشأن العناية الواجبة لاستدامة الشركات” (CSDDD) في مايو 2024، والذي يُلزم الشركات الكبرى العاملة في دول التكتل برصد ومعالجة قضايا حقوق الإنسان والبيئة في سلاسل التوريد الخاصة بها.
متطلبات القانون
يتطلب القانون من الشركات التي:
تتجاوز إيراداتها 450 مليون يورو سنوياً
توظف أكثر من 1000 موظف
القيام بما يلي:
تحديد وتحليل المخاطر في سلاسل التوريد
تنفيذ استراتيجيات لضمان الاستدامة
تقديم تقارير دورية تتوافق مع متطلبات الاتحاد الأوروبي
وضع خطط مناخية تتماشى مع اتفاق باريس
العقوبات المالية
قد تواجه الشركات التي لا تمتثل لهذه المتطلبات غرامات تصل إلى 5% من عائدات المبيعات العالمية. وهذا التهديد المالي هو ما دفع قطر للتهديد بوقف صادراتها، حيث صرح الكعبي: “إذا كان الأمر يتعلق بخسارة خمسة بالمئة من الإيرادات التي حققتها بسبب (البيع) لأوروبا، فلن أبيع لأوروبا. أنا جاد في ذلك”.










