تواجه محافظة السويداء واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخها الحديث، بعد أسبوعين من الحملة العسكرية الواسعة التي شنتها القوات الحكومية ومجموعات مسلحة على عشرات القرى في الأرياف الغربية والشمالية والشمالية الشرقية من المحافظة، والتي أسفرت عن نزوح واسع للسكان ووقوع مجازر دامية، بحسب تقارير ميدانية وشهادات محلية.
36 قرية منكوبة ومجازر موثقة
ووفق ما أفاد به موقع السويداء 24، فإن الحملة العسكرية خلفت ما لا يقل عن 36 قرية منكوبة بالكامل بعد تهجير سكانها قسرا، وتدمير المنازل والبنية التحتية، مشيرا إلى مقتل أكثر من ألف مدني حتى الآن، من بينهم نساء وأطفال ومسنون، وسط صعوبة في إحصاء الضحايا بسبب الحصار وانعدام الوصول الإنساني.
وفي قريتي الدور ونجران وحدهما، تم توثيق نحو 100 شهيد بالأسماء، مع وجود جثامين متروكة في الشوارع نتيجة تواصل الاشتباكات ومنع فرق الإغاثة من الوصول إلى المواقع المتضررة.
حصار خانق وانهيار الخدمات
ويفاقم من معاناة الأهالي الحصار الممنهج المفروض على المحافظة، لا سيما الطرق الواصلة بين السويداء ودمشق ودرعا، مما أدى إلى انقطاع المواد الغذائية الأساسية ومياه الشرب والوقود، وتوقف الخدمات الطبية والإسعافية في كثير من القرى.
يعيش عشرات الآلاف من المهجرين داخليا حاليا في المدارس والمقامات الدينية ومراكز الإيواء داخل المدينة، وسط ظروف إنسانية مأساوية، ونقص حاد في المواد الإغاثية والطبية.
القوات المهاجمة: وزارات الحكومة المؤقتة و”جيش العشائر”
الهجمات التي بدأت في 15 و16 تموز الجاري، جاءت على شكل اقتحامات متتالية لقرية تلو الأخرى، نفذتها قوات تابعة لـ”وزارتي الدفاع والداخلية في الحكومة المؤقتة”، قبل أن تتبعها مجموعات عشائرية مسلحة تحت اسم “جيش العشائر”، نفذت عمليات إعدام ميداني وخطف ونهب في المناطق المستهدفة.
ورصد ناشطون انتشار مقاطع مصورة توثق عمليات خطف طالت نساء وأطفالا ورجالا من المدنيين، وسط تقديرات ميدانية تشير إلى فقدان أكثر من 80 امرأة وطفل.
نداءات لوقف إطلاق النار وفتح المعابر الإنسانية
رغم تراجع حدة الاشتباكات خلال الأيام الأخيرة، إلا أن التوتر لا يزال قائما على بعض المحاور، وسط دعوات محلية ودولية لتثبيت وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية عاجلة لتأمين الاحتياجات الأساسية للمدنيين، وإجلاء الجرحى والمرضى.
وتؤكد منظمات حقوقية أن ما يحدث في السويداء يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، محذرة من كارثة إنسانية أوسع في حال استمر الحصار ومنع الإغاثة.
القرى المتضررة:
الريف الشمالي الشرقي: الخالدية، السالمية، دير الشعير، الحقف
الريف الغربي: الثعلة، المزرعة، ولغا، الطيرة، سميع، الدور، تعارة، قراصة، الدويرة، نجران، حران، لبين، جرين، داما، دير داما، المجيمر، عرى، المجدل، ريمة اللحف، وقم، كناكر
الريف الشمالي: أم الزيتون، السويمرة، المتونة، لاهثة، رضيمة اللواء، الصورة الصغرى، ذكير، خلخلة، أم حارتين، حزم، الصورة الكبرى
💬 نداء إنساني
في ظل تصاعد المأساة، يناشد أهالي السويداء المنظمات الدولية ووكالات الإغاثة بالتدخل العاجل لإنقاذ المدنيين وفتح المعابر الإنسانية، في حين يتوقع أن تتكشف مجازر جديدة خلال الأيام القادمة مع استعادة الاتصال بالمناطق المعزولة.










