قال يان ليسر، نائب رئيس صندوق مارشال الألماني، المؤسسة البحثية الأمريكية، ومدير مكتبها التنفيذي في بروكسل، إن تركيا لن تسمح لها باستخدام ليبيا كأداة لتحقيق مصالحها الخاصة في المنطقة.
وأشار ليسر إلى أن “مشكلة الأمن الرئيسية التي تواجهنا تنبع من ليبيا بسبب الفوضى العارمة التي تعيشها البلاد، ومحاولة تركيا استغلال هذا الوضع لفرض آرائها حول الحدود البحرية ومناطق المياه الإقليمية في شرق البحر الأبيض المتوسط”.
وأضاف: “لست متأكدا من وجود استراتيجية واضحة ومدروسة لدى ليبيا بشأن ترسيم الحدود البحرية، فليبيا بلد ما زال يعاني من الانقسامات السياسية العميقة، وربما تعكس هذه التحركات الحالة السياسية غير المستقرة فيه”.
وأوضح ليسر أن “التحركات الليبية في ملفات ترسيم الحدود ليست سوى انعكاس للضغوط المتزايدة التي تواجهها البلاد في مجالات الهجرة والجريمة، بالإضافة إلى تدخلات قوى خارجية متعددة، من بينها روسيا”.
وأكد أن ليبيا ظلت مصدر قلق أمني مستمر في البحر الأبيض المتوسط لسنوات طويلة، وأنه “على الرغم من محاولات بعض حلفاء الناتو، خاصة اليونان وإيطاليا، لطرح هذه القضية على أجندة حلفائهم في الاتحاد الأوروبي والناتو، لم تحقق هذه الجهود نتائج تذكر”.
وختم بأن “المشكلة الأمنية الكبرى التي تفرضها ليبيا تنبع من الفوضى وعدم الاستقرار الداخلي. لو كانت ليبيا تتمتع بحكومة مستقرة، ولم تكن مرتعا للجريمة وممرا للهجرة غير النظامية، لأصبحت القضايا المتعلقة بسياسات روسيا وتركيا وغيرها أقل أهمية على الساحة الإقليمية”.










