شهدت مدينة سريناغار، العاصمة الصيفية لإقليم جامو وكشمير بالهند، مظاهرة حاشدة نظّمتها جمعية شيعة جامو وكشمير، احتجاجاً على تقارير إعلامية هندية تتهم المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بتعاطي مخدر الحشيش، في اتهامات وُصفت بأنها “مسيئة، كاذبة، وغير مسؤولة”.
تأتي هذه الاحتجاجات على خلفية إعادة نشر مقال منسوب إلى صفحة تُعرف باسم “الموساد الفارسية” على منصة X-Net، ادّعى أن خامنئي كان يتعاطى المخدرات، وتحديداً الحشيش، مستخدماً عبارات استفزازية من بينها: “كيف لقائد أن يقود وهو ينام نصف يومه ويأكل الجثث في النصف الآخر؟”
وفي إساءة مباشرة لشخصه وتشويه لشعار شعبي إيراني معروف: “ماء، كهرباء، حياة”.
وقد رفع المحتجون لافتات تندد بما وصفوه بـ”الحملة الدعائية الممنهجة”، ورددوا شعارات تطالب الحكومة الهندية بتقديم اعتذار رسمي، وباتخاذ إجراءات فورية ضد القنوات الهندية التي أعادت بث المقال، من بينها إنديا تي في وزي نيوز هندي.
مواقف دينية وسياسية مستنكرة
في كلمته أمام الحشود، قال حجة الإسلام الشيخ محمد زكري، المتحدث باسم جمعية الشريعة الشيعية في جامو وكشمير:”آية الله خامنئي ليس مجرد زعيم سياسي أو ديني، بل هو رمز للكرامة الشيعية وقامة مرجعية عالمية. النيل منه إهانة مباشرة لجميع المسلمين، ولن نتهاون مع هذا التجاوز.”
من جهته، أرسل مولانا سيد أسعد نقفي، الأمين العام لـمجلس علماء الهند، رسالة إلى الحكومة الهندية أعرب فيها عن “الأسف الشديد لتداول أخبار كاذبة ومهينة” تمس مشاعر ملايين المسلمين داخل الهند وخارجها.
وقال:”هذا النوع من الخطاب لا يضر فقط بسمعة الإعلام، بل يهدد وحدة وتماسك النسيج الاجتماعي في البلاد.”
دعوات إلى الاعتذار والمحاسبة
بدوره، دعا حجة الإسلام سيد طيب رضوي وسائل الإعلام إلى تحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والمهنية، مشيراً إلى أن نشر أخبار كهذه يخالف المعايير الصحفية ويشكّل محاولة لإثارة الفتنة الدينية.
وقال:”نذكّر هذه الوسائل بأن الإعلام وسيلة لبناء الوعي، لا لإثارة النعرات والطعن في رموز الأمة. يجب أن يكون هناك اعتذار فوري وغير مشروط، وإجراءات قانونية بحق المتورطين.”
تحذير للمنصات الإعلامية
في بيان ختامي، أكدت جمعية شيعة جامو وكشمير أن هذه التحركات لا تعادي حرية التعبير، لكنها تشدد على أن “المساس بالمقدسات الدينية وترويج الأكاذيب ليس حرية، بل فوضى إعلامية تقتضي المساءلة”.
وأضاف البيان:”نلتزم بالدستور الهندي وبمبادئ التعايش، لكن أي تكرار لمثل هذه الإساءات سيقابل بتحركات أوسع وأشد حزماً.”
خلفية الحدث
بدأ الجدل عندما نشرت صفحة “الموساد الفارسية” مقالاً على X-Net تضمن اتهامات غير موثقة للمرشد علي خامنئي بتعاطي المخدرات، مستخدماً تعبيرات تهكمية أُعيد تداولها على نطاق واسع في الإعلام الهندي، ما أثار موجة غضب بين أبناء الطائفة الشيعية، واعتبرته مؤسسات دينية هندية “تجاوزاً لكل الخطوط الحمراء”.










