كشفت تقارير إعلامية عبرية أن دولة الإمارات العربية المتحدة تبعث برسائل غير مباشرة إلى الحكومة الإسرائيلية للإسراع في إنهاء مهام السفير الإسرائيلي يوسي شيلي في أبو ظبي، وذلك عقب كشف النقاب عن تورطه في قضايا أخلاقية مثيرة للجدل أثارت استياء السلطات الإماراتية.
تفاصيل الفضيحة الأخلاقية
أفادت القناة 12 العبرية بأن السفير الإسرائيلي، الذي يشغل منصبه منذ نوفمبر 2024، تورط في تصرفات غير مقبولة أثناء وجوده في حانة بأبو ظبي برفقة مجموعة من الإسرائيليين والإسرائيليات. وبحسب التقارير، فإن الواقعة تعود إلى عدة أشهر مضت، حين شوهد شيلي مساء يوم جمعة وهو يتصرف بطريقة وُصفت بأنها “غير مألوفة وغير متوافقة مع المعايير المتوقعة من سفير”.
نقلت القناة العبرية عن ثلاثة مصادر مختلفة أن السفير الإسرائيلي “تصرف بشكل لا يليق بموقعه”، مشيرة إلى أن الحادثة “مثلت مساساً بالجوانب الأخلاقية والقيمية والشخصية”. وتشير تقارير أخرى إلى أن السفير “تجاوز حدود المساحة الشخصية” و“تحرش بالنساء بطريقة غير لائقة”.
الرد الإماراتي الحاسم
أرسلت السلطات الإماراتية، عبر قنوات غير رسمية، رسالة واضحة إلى إسرائيل أنها لا تريد سفيرها، وأكدت أن سلوكه غير مقبول ويمس بكرامتهم. وبدلاً من الإعلان الرسمي عن رفضها لبقاء شيلي، اختارت الإمارات أسلوباً دبلوماسياً أكثر تهذيباً يتمثل في:
تجاهل السفير وعدم دعوته لأي اجتماعات خلال الفترة الماضية
إرسال رسائل غير مباشرة مفادها أنه “من الأفضل لشيلي إنهاء منصبه بهدوء”
التأكيد على أنه “غير مرغوب فيه بأبو ظبي”
ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن مصدر إماراتي مقرّب من الحكومة قوله: “الحادثة المعنية لا تمثل السلوك المتوقع من شخص من المفترض أن يمثل العلاقات المتنامية بين الدولتين”.
تاريخ من الفضائح
هذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها يوسي شيلي الجدل. فخلال فترة عمله كسفير في البرازيل من 2017 إلى 2021، تورط في عدة فضائح:
قضية التحرش الجنسي في البرازيل
اتهمته امرأة برازيلية بالتحرش الجنسي بعد أن ظهر عاري الصدر في مكالمة فيديو معها أثناء طلبها للمساعدة في الحصول على تأشيرة إسرائيلية، ثم دعاها للعشاء في برازيليا، مما اعتبرته المرأة “سلوكاً ضاغطاً وغير مقبول”.
فضيحة الكركند
تعرض للسخرية عام 2019 بعد محاولته إخفاء حقيقة تناول الكركند – المحرم في الشريعة اليهودية – خلال لقاء مع الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، عبر تعديل الصورة رقمياً.
مخالفات دبلوماسية في الإمارات
أفادت تقارير أن الإمارات قدمت شكاوى بشأن ثلاث حوادث مختلفة على الأقل تتعلق بالسفير، منها:
الصراخ في وجه حراس الأمن الإماراتيين عندما طلبوا منه ضبط تحركاته في ساعات المساء
السماح لركاب بالدخول إلى سيارته الدبلوماسية دون فحص أمني مسبق
الكشف عن هويته كسفير إسرائيلي في مواقف غير ضرورية رغم الحساسية الأمنية
التحركات الإسرائيلية للاحتواء
بدأت دوائر مقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالبحث عن منصب بديل لشيلي داخل إسرائيل. وتشير تقارير إلى أن إحدى الصيغ المطروحة لتبرير عودة السفير تتمثل في إرجاعها لـ“أسباب شخصية”، دون الخوض في تفاصيل تتعلق بالخلافات الدبلوماسية.
رغم ذلك، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التقارير حول استدعاء السفير، مؤكداً في بيان أن “نتنياهو لم يقرر بعد إعادة السفير الإسرائيلي إلى إسرائيل”.
تأثير الأزمة على اتفاقيات إبراهيم
تأتي هذه الأزمة في ظل ما يُروّج له رسمياً من “علاقات استراتيجية متينة” بين إسرائيل والإمارات منذ توقيع اتفاقية التطبيع في 13 أغسطس 2020. وتُعد الإمارات أقرب شريك عربي لإسرائيل في المنطقة وسط الاضطرابات الإقليمية الناجمة عن الحرب على غزة.
كما أن الإمارات كانت الدولة العربية الوحيدة التي استقبلت وزير الخارجية الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب على غزة، مما يجعل هذه الأزمة الدبلوماسية أكثر حساسية.










