استهدفت طائرات الجيش الإسرائيلي مساء الأربعاء 30 يوليو 2025، مستودع صواريخ يتبع لمقر اللواء 107 في منطقة زاما قرب مدينة جبلة بريف اللاذقية شمال غربي سوريا، في الهجوم الثالث على الموقع خلال شهرين، مما أسفر عن سلسلة انفجارات عنيفة واندلاع حرائق واسعة في المنطقة وسط غياب معلومات مؤكدة بشأن حجم الخسائر البشرية.
تفاصيل الضربة الإسرائيلية الأخيرة
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الضربة الإسرائيلية استهدفت بدقة مستودع الصواريخ التابع لمقر اللواء 107، مما تسبب في انفجار المستودع بالكامل وانتشار الحرائق في المنطقة المحيطة. وشهدت المنطقة انفجارات متتالية استمرت لعدة دقائق، ما يشير إلى وجود كميات كبيرة من الذخائر والصواريخ في الموقع المستهدف.
تشير التقارير إلى أن أصوات الانفجارات سُمعت في مناطق واسعة من محافظة اللاذقية والمناطق المجاورة، مما يعكس قوة الضربة والكمية الكبيرة من المواد المتفجرة التي كانت مخزنة في الموقع.
نمط الاستهداف المتكرر للموقع
يُعد هذا الهجوم الثالث على موقع اللواء 107 خلال أقل من شهرين، مما يشير إلى أن الموقع أصبح هدفاً استراتيجياً ثابتاً في الحملة الإسرائيلية لتدمير القدرات العسكرية السورية.
الجدول الزمني للهجمات:
31 مايو 2025: غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل مدني وإصابة ثلاثة آخرين في محيط اللواء 107.
12 يوليو 2025: انفجارات عنيفة في الموقع، مع تضارب التقارير حول مسبب الانفجارات.
17 يوليو 2025: قصف إسرائيلي مؤكد استهدف اللواء 107، بحسب مسؤول العلاقات الإعلامية في محافظة اللاذقية.
30 يوليو 2025: الضربة الأخيرة التي استهدفت مستودع الصواريخ.
السياق الاستراتيجي والأهمية العسكرية
يقع اللواء 107 في موقع استراتيجي حساس بالقرب من قاعدة حميميم الجوية الروسية على الساحل السوري، مما يجعل العمليات الإسرائيلية في المنطقة محفوفة بالمخاطر الجيوسياسية. كما تشير المصادر إلى أن الموقع كان يُعد لتحويله إلى قاعدة عسكرية تركية، حيث زار وفد تركي الموقع قبل أيام من الهجوم الأخير.
يحتوي اللواء 107 على صواريخ أرض-أرض وأرض-بحر، مما يجعله هدفاً ذا أولوية في الاستراتيجية الإسرائيلية لمنع تطوير قدرات عسكرية سورية قد تشكل تهديداً مستقبلياً.
التبرير الإسرائيلي والردود الرسمية
تبرر إسرائيل هجماتها على الساحل السوري بأن الصواريخ أرض-بحر المستهدفة تشكل تهديداً للملاحة البحرية الإسرائيلية والدولية في البحر الأبيض المتوسط. وقد أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الهجمات تستهدف “مستودعات أسلحة تحتوي على صواريخ شكّلت تهديداً على حرية الملاحة البحرية”.
في المقابل، لم تصدر الحكومة السورية أو وسائل الإعلام الرسمية أي بيانات حول الانفجارات الأخيرة، في استمرار لنمط الصمت الرسمي الذي يرافق معظم الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
الحملة الإسرائيلية الشاملة على سوريا
تأتي هذه الضربة في إطار حملة إسرائيلية واسعة تستهدف تدمير القدرات العسكرية السورية منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024. وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، نفذت إسرائيل 88 عملية استهداف للأراضي السورية منذ مطلع عام 2025، منها 78 جوية و10 برية، أسفرت عن تدمير 132 هدفاً عسكرياً.
التوقيت المتزامن مع أزمة السويداء
يأتي الهجوم على اللواء 107 في توقيت حساس، متزامناً مع التصعيد الإسرائيلي في جنوب سوريا على خلفية الاشتباكات الطائفية في محافظة السويداء. فقد شنت إسرائيل، في نفس الفترة، غارات عنيفة على دمشق استهدفت مبنى هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي، في ما اعتبرته “تحذيراً” للحكومة السورية.
هذا التصعيد المتعدد الجبهات يشير إلى أن إسرائيل تتبع استراتيجية ضغط شاملة على الحكومة السورية الانتقالية، مستغلة التحديات الداخلية لفرض معادلات جديدة في المنطقة.
الصمت الحكومي والضعف في الرد
يستمر الصمت الرسمي السوري إزاء الهجمات الإسرائيلية، مما يعكس ضعف القدرة على الرد أو رغبة في تجنب التصعيد مع إسرائيل. هذا الصمت، رغم تكرار الانتهاكات، يثير تساؤلات حول قدرة الحكومة الانتقالية على حماية السيادة السورية والدفاع عن الأراضي الوطنية.










