في خطوة تعبّر عن عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين فلسطين ومصر، قام وفد رفيع المستوى من القيادات الدينية الإسلامية في فلسطين اليوم بزيارة تضامنية إلى مقر إقامة السفير المصري لدى دولة فلسطين، إيهاب سليمان، في مدينة رام الله. جاءت هذه الزيارة في أعقاب دعوات مشبوهة للتظاهر أمام السفارة المصرية في تل أبيب أطلقتها جهات هامشية محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين.
وترأس الوفد قاضي قضاة فلسطين، الدكتور محمود الهباش، وضم كلًا من المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، ووزير الأوقاف والشؤون الدينية محمد نجم، إلى جانب لفيف من العلماء والقضاة ورجال الدين من مختلف محافظات الوطن.
وأكد الوفد خلال اللقاء دعمه الكامل لجمهورية مصر العربية، قيادة وشعبًا، في مواجهة الحملة المغرضة التي تستهدف مواقفها الثابتة والداعمة لفلسطين. كما شدد الوفد على أن موقف مصر القومي والعربي، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، يُعدّ ركيزة أساسية لصمود الشعب الفلسطيني، وصمام أمان للقضية الفلسطينية في وجه محاولات التصفية.

وفي كلمته، عبّر الدكتور الهباش عن رفض القيادة الدينية الفلسطينية لما وصفه بـ”الدعوات غير المسؤولة” للتظاهر أمام السفارة المصرية في تل أبيب، مشيرًا إلى أن هذه التحركات لا تمثل الشعب الفلسطيني، وتخدم فقط أجندات مشبوهة تتقاطع مع المشروع الاحتلالي الإسرائيلي الرامي إلى تفكيك وحدة الصف الفلسطيني والإضرار بعلاقاته العربية.

من جهته، أكد المفتي العام الشيخ محمد حسين على وقوف المؤسسة الدينية الفلسطينية بجميع مكوناتها إلى جانب مصر، معتبرًا أن الدور المصري في دعم الشعب الفلسطيني يعكس أصالة الانتماء العربي والإسلامي، ويُعد حصنًا منيعًا في وجه المؤامرات التي تسعى إلى تهويد الأرض الفلسطينية وتفريغ غزة من سكانها.

أما وزير الأوقاف محمد نجم، فقد نوه بالمواقف المشرفة لمصر وجهودها السياسية والإنسانية في وقف العدوان الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تعكس التزامًا مصريًا أصيلًا بحقوق الشعب الفلسطيني، ورفضًا لكل أشكال الإملاءات المفروضة خارج إطار الشرعية الدولية.
من جانبه، رحب السفير إيهاب سليمان بهذه الزيارة، مثمنًا موقف القيادات الدينية الفلسطينية، ومؤكدًا أن مصر ستواصل دورها التاريخي في دعم النضال الفلسطيني حتى نيل الحرية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وتأتي هذه الزيارة في توقيت حساس يعكس أهمية التنسيق الفلسطيني المصري في مواجهة محاولات التشويش على العلاقات بين البلدين، والتأكيد على أن مصر ستبقى الشقيقة الكبرى، والداعم الصادق للقضية الفلسطينية في كافة المحافل.










