ظهر كمال الخطيب، الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية ويعرف بين الفلسطينيين بـ”خطيب الموساد” أو “كلب الشاباك”،
، وهو يلوح بالعلم الإسرائيلي خلال مظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب، متهماً مصر بمسؤولية مقتل “60 ألف فلسطيني في غزة”. هذا الحدث فتح ملف الجدل حول شخصية الخطيب ودوره الحقيقي والاتهامات بالعمالة للاستخبارات الإسرائيلية.
من هو كمال الخطيب؟
وُلد الإخواني كمال الخطيب في 15 أغسطس 1962 في قرية العزير القريبة من كفر كنا في الجليل المحتل. نشأ في أسرة متواضعة تعمل بالفلاحة، وتلقى تعليمه الابتدائي في قريته قبل أن ينتقل إلى مدرسة “تراسنتة” التبشيرية في الناصرة.
التحول الديني والسياسي
شكلت أحداث يوم الأرض عام 1976 نقطة تحول في حياة الخطيب، حيث شهد سقوط عشرات الشهداء والجرحى دفاعاً عن الأرض. هذه الأحداث، إلى جانب الثورة الإيرانية وزيارة السادات لإسرائيل، دفعته للتوجه لدراسة الشريعة الإسلامية في جامعة الخليل عام 1980.
الانتماء للحركة الإسلامية
في منتصف الثمانينات، انضم الخطيب للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، وهي حركة تنتمي فكرياً لجماعة الإخوان المسلمين. أصبح فيما بعد نائب رئيس الحركة الإسلامية (الفرع الشمالي) .
العلاقة مع النظام الإسرائيلي
يحمل الخطيب الجنسية الإسرائيلية وجواز سفر إسرائيلي، وهو ما يثير تساؤلات حول طبيعة علاقته بالدولة التي يدعي معارضتها.
وأُدين في يونيو 2025 من قبل محكمة إسرائيلية بتهمتي “التحريض على العنف والإرهاب”، بينما برأته من “التماهي مع منظمة إرهابية”.
المواقف من الأنظمة العربية
اشتهر الخطيب بانتقاداته الحادة للأنظمة العربية، خاصة مصر والسعودية. في خطبه، وصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأقسى العبارات.
كما هاجم النظام السعودي بعنف، منتقداً التحولات الاجتماعية في المملكة ووصفها بـ”الردة عن دين الله”. وانتقد التطبيع العربي مع إسرائيل، رغم أنه نفسه يحمل الجنسية الإسرائيلية.
الحدث المثير للجدل: مظاهرة تل أبيب
في 31 يوليو 2025، نظم الخطيب برفقة رائد صلاح مظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب. خلال المظاهرة، ظهر الخطيب وهو يلوح بالعلم الإسرائيلي، متهماً مصر بـ”قتل 60 ألف فلسطيني في غزة”.
ردود الفعل
أشادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالتظاهرة، حيث كتبت صحيفة “هآرتس” أن نشطاء يهود شاركوا في الاحتجاجات. من جهة أخرى، اتهمه الإعلامي المصري أحمد موسى بـ”التواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي” وتنظيم المظاهرة “بعد التنسيق مع الكيان الصهيوني”.
اتهامات العمالة والانتقادات
يُلقب الخطيب في بعض الأوساط بـ”خطيب الموساد” أو “كلب الشاباك”، حيث يتهمه منتقدوه بالعمل لصالح الاستخبارات الإسرائيلية. ويُشار إلى أنه يتمتع بـ”حصانة أمنية ومالية ودبلوماسية” من السلطات الإسرائيلية.
التناقضات في المواقف
يعتبر النقاد أن مواقف الخطيب تتسم بالتناقض: فهو يحمل الجنسية الإسرائيلية ويعيش تحت حماية الدولة الإسرائيلية، لكنه يركز انتقاداته على الدول العربية بدلاً من الاحتلال الإسرائيلي. كما أنه يستخدم جواز السفر الإسرائيلي في أسفاره، بما في ذلك للحج والعمرة.
الدور في الحركة الإسلامية
شغل الخطيب منصب نائب رئيس الحركة الإسلامية (الفرع الشمالي)، وكان يُنظر إليه كبديل لرائد صلاح عند اعتقال الأخير. اشتهر بقيادة أنشطة “مرابطو الأقصى” والدعوة لحماية المسجد الأقصى.
الأنشطة والمواقف
رغم الحظر الإسرائيلي للحركة الإسلامية عام 2015، استمر الخطيب في نشاطه السياسي والديني كإمام لمسجد عمر بن الخطاب في كفر كنا. كما يترأس لجنة الحريات في لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب في الداخل الفلسطيني.
التقييم والخلاصة
شخصية الشيخ كمال الخطيب تثير جدلاً واسعاً حول طبيعة دوره الحقيقي. فمن جهة، يقدم نفسه كمدافع عن القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى، ومن جهة أخرى، يحمل الجنسية الإسرائيلية ويركز انتقاداته على الأنظمة العربية أكثر من الاحتلال الإسرائيلي.
الحدث الأخير المتمثل في ظهوره وهو يلوح بالعلم الإسرائيلي أمام السفارة المصرية، متهماً مصر بمسؤولية مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، يضعه في موقف محرج ويطرح تساؤلات جدية حول مصداقيته ودوافعه الحقيقية.










