في تصريح صادم وغير مسبوق، وصف الكاتب والناشط الإسرائيلي الشهير ديفيد غروسمان الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة بأنها “إبادة جماعية”، مشيرا إلى أنه نطق بهذه العبارة “بقلب مكسور وألم بالغ”، بعد أن شاهد الصور وشهادات المدنيين من داخل القطاع.
وفي مقابلة نشرت اليوم مع صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية، قال غروسمان: “لقد ترددت طويلا في استخدام هذا المصطلح، لكن لا يمكنني بعد الآن تجاهل ما أراه وما أسمعه. إنه انهيار جليدي من المعاناة والدمار… إبادة جماعية.”
وحذر غروسمان، الحائز على جائزة إسرائيل للأدب لعام 2018 والمترجم إلى عشرات اللغات حول العالم، من التداعيات الأخلاقية والسياسية المترتبة على الوضع الكارثي في غزة، مؤكدا أن “الربط بين كلمتي إسرائيل والمجاعة مدمر، خاصة في ظل التاريخ اليهودي وحساسيتنا المفترضة تجاه المعاناة الإنسانية بعد المحرقة”.
وأشار غروسمان إلى أن استخدام مصطلح “الإبادة الجماعية” في السياق الإسرائيلي ليس فقط وصفا للواقع، بل “مؤشر على الانهيار الأخلاقي والسياسي الذي نشهده”، موضحا أن “ما يحصل لا يمكن الدفاع عنه لا بالقانون ولا بالضمير”.
غروسمان وصوت المعارضة في إسرائيل
يعتبر ديفيد غروسمان أحد أبرز المفكرين والكتاب المناهضين لسياسات الاحتلال والعنف في إسرائيل، وينظر إليه على أنه صوت إنساني بارز في مجتمع يعاني من انقسام داخلي حاد.
تصريحاته الأخيرة تتقاطع مع احتجاجات واسعة النطاق داخل إسرائيل وخارجها، تطالب بوقف العمليات العسكرية في غزة، وفتح ممرات إنسانية عاجلة، بعد تفاقم المجاعة وتزايد أعداد الضحايا المدنيين، خصوصا من الأطفال.
ردود فعل محتملة
تصريحات غروسمان، التي انتشرت بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، أثارت جدلا واسعا في الأوساط الإسرائيلية والدولية، لا سيما وأنه يتمتع بمكانة رفيعة داخل المشهد الثقافي الإسرائيلي والعالمي. كما أنها تسلط الضوء على الانقسام المتعمق داخل إسرائيل نفسها بشأن مستقبل الحملة العسكرية، وحدود الدعم الشعبي والسياسي لها.
وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس للغاية، حيث تتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل، وتتصاعد الاتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، وسط حصار خانق، وانهيار شبه كامل للبنية الصحية والخدمية في القطاع.










