أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الجمعة، عن أمره بنشر غواصتين نوويتين أمريكيتين في «مناطق مناسبة» ردًا على ما وصفها بالتصريحات «الحمقاء والاستفزازية» الصادرة عن نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف، في تصعيد خطير للتوترات النووية بين القوتين العظميين.
التصعيد النووي بين واشنطن وموسكو
جاء قرار ترامب التاريخي بعد تبادل حاد للاتهامات مع المسؤول الروسي السابق، الذي ذكّر الرئيس الأمريكي بامتلاك روسيا لقدرات نووية «من الحقبة السوفيتية» كخيار أخير، في إشارة مباشرة إلى نظام «اليد الميتة» الروسي المرعب.
وقال ترامب في منشور على منصة «تروث سوشال»: «بناءً على التصريحات الاستفزازية للغاية من الرئيس السابق لروسيا، ديمتري ميدفيديف، والذي يشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الأمن في الاتحاد الروسي، أمرت بوضع غواصتين نوويتين في المناطق المناسبة، فقط في حالة كانت هذه التصريحات الحمقاء والاستفزازية أكثر من مجرد كلمات».
وأضاف الرئيس الأمريكي محذرًا: «الكلمات مهمة جدًا، ويمكن أن تؤدي في كثير من الأحيان إلى عواقب غير مقصودة، أتمنى ألا تكون هذه إحدى تلك الحالات».
نظام «اليد الميتة» الروسي
يُعد نظام «اليد الميتة» أو «بيريميتر» واحدًا من أخطر الأنظمة النووية في العالم، وهو نظام تحكم آلي طوره الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة. يمكن لهذا النظام إطلاق ما يصل إلى 400 صاروخ نووي تلقائيًا في حالة تعرض روسيا لهجوم نووي، حتى لو تم القضاء على كامل القيادة الروسية.
ويعمل النظام من خلال شبكة من أجهزة الاستشعار التي ترصد علامات الانفجارات النووية والنشاط الإشعاعي وفقدان الاتصال مع مراكز القيادة الرئيسية. وفي حالة اكتشاف هجوم نووي، يرسل النظام صواريخ قيادة خاصة تحمل أوامر الإطلاق إلى جميع القواعد الصاروخية والغواصات النووية الروسية.
القوة البحرية الأمريكية ترد بحزم
تمتلك الولايات المتحدة أسطولًا من الغواصات النووية من فئة «أوهايو» قادرة على حمل 154 صاروخ توماهوك موجه، وتُعتبر جزءًا من «الثالوث النووي» الأمريكي. نادرًا ما تكشف واشنطن عن مواقع غواصاتها النووية إلا كرسالة ردع واضحة للخصوم.
وتشير التقارير إلى أن حوالي 40% من غواصات الهجوم الأمريكية غير قابلة للنشر حاليًا بسبب أعطال وتأخيرات في الصيانة، مما يجعل قرار ترامب بنشر غواصتين نوويتين أكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية.
خلفية الأزمة الأوكرانية
يأتي هذا التصعيد في إطار الحرب الدائرة في أوكرانيا، حيث أعطى ترامب لروسيا مهلة 10 أيام للموافقة على وقف إطلاق النار، وإلا فستواجه رسومًا جمركية مشددة هي وشركاؤها التجاريون. كما هدد الرئيس الأمريكي بفرض عقوبات على الهند والصين كونهما من أكبر مشتري النفط الروسي.
وقد رفضت موسكو الالتزام بالمهلة الزمنية المحددة من قبل ترامب، ووضعت شروطها الخاصة للسلام مع أوكرانيا، والتي تفسرها كييف كمطالب بالاستسلام.










