تصاعدت حدة الانتقادات داخل المعارضة الإسرائيلية ضد حكومة بنيامين نتنياهو، بعد بث حركتي حماس والجهاد الإسلامي مقاطع فيديو تظهر الأسيرين الإسرائيليين روم براسلافسكي وإفياتار دافيد في حالة صحية متدهورة، ما أثار موجة استنكار سياسي وإعلامي عارمة، وأعاد ملف الأسرى إلى صدارة الجدل الداخلي.
آيزنكوت: فشل لا يغتفر
هاجم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق وعضو الكنيست السابق عن حزب “المعسكر الوطني”، غادي آيزنكوت، الحكومة بعنف، ووصف إدارتها للحرب بـ”الفشل الذي لا يغتفر”، محملا نتنياهو ووزراء “كابنيت 7 أكتوبر” المسؤولية الكاملة عن تدهور أوضاع الأسرى.
وقال آيزنكوت:”كقائد أركان سابق، لم أتخيل أن يأتي يوم نرى فيه يهودا يموتون في الأسر دون أن يكون هناك من يسعى لإنقاذهم… آن الأوان لاتخاذ قرار يهودي، أخلاقي، وإنساني: التوقيع الفوري على صفقة شاملة، حتى وإن تطلب ذلك وقفا دائما لإطلاق النار”.
لابيد: رئيس الوزراء أهم من الأسرى في جدول الأعمال
بدوره، وجه يائير لابيد، زعيم المعارضة، انتقادات لاذعة للحكومة بسبب ما وصفه بـ”تجاهلها المستمر لقضية الأسرى”، مشيرا إلى أن جدول اجتماع الحكومة المرتقب يتضمن مجددا بندا عن “التهديدات على حياة نتنياهو”، بينما يغيب تماما أي نقاش حول مفاوضات إطلاق الأسرى.
وأضاف لابيد:”رئيس الوزراء هو الشخص الأكثر أمانا في إسرائيل. يجب أن يخصص وقت لمناقشة الخطر الحقيقي الذي يواجهه إفياتار دافيد وروم براسلافسكي”.
غولان: لا وقت لدينا.. يجب أن نحررهم الآن
أما رئيس حزب “الديمقراطيون”، يائير غولان، فقد دعا خلال تظاهرة في تل أبيب إلى احتجاج جماهيري واسع ومستمر للضغط على الحكومة من أجل التوصل إلى صفقة تبادل.
وقال غولان:”رأيتم الصور المروعة. هؤلاء الأسرى لا يملكون وقتا. الحل هو احتجاج يومي صاخب ومتصاعد حتى تحريرهم”.
سموتريتش يرد: لن نخضع لـ”الإرهاب النفسي”
في المقابل، رد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أحد أبرز قادة اليمين المتطرف، بالقول إن إسرائيل “لن ترضخ لمحاولات التلاعب العاطفي” التي تمارسها حركة حماس من خلال نشر هذه المقاطع.
وأضاف:”ما نشهده ليس دليل حياة بل وسيلة لإلحاق الأذى النفسي بعائلات الأسرى… لن نوقف الحرب بسبب هذه المشاهد، بل سنرد بتكثيف العمليات العسكرية والقضاء الكامل على حماس”.
وأكد سموتريتش أن القتال سيستمر “بكامل القوة، دون توقف ولو للحظة واحدة”، مشددا على أن “الرد الحقيقي يجب أن يكون عبر انتصار عسكري شامل”.
أزمة داخلية تتفاقم
تأتي هذه التطورات في وقت تعاني فيه حكومة نتنياهو من تراجع في شعبيتها، وتواجه احتجاجات متواصلة تطالب بصفقة تبادل أسرى، وسط مطالبات متزايدة بتغيير نهجها في التعاطي مع الملف الإنساني في غزة.
وتتزايد الضغوط السياسية والجماهيرية على نتنياهو لإنهاء الحرب مقابل استعادة الأسرى، بينما تصر أوساط في اليمين على مواصلة المعركة حتى القضاء على حماس، بغض النظر عن الكلفة الإنسانية.










